توقف التمويل يهدد بإغلاق مستشفى في أعزاز.. وتحذيرات من تداعيات على السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

قال مدير مستشفى النسائية والأطفال في مدينة أعزاز، زكريا رجب مبارك، إن المستشفى يواجه خطر الإغلاق الكامل مع نهاية عام 2025، بعد توقف الدعم المالي الذي كان يمكّن المنشأة من الاستمرار في تقديم خدماتها منذ نحو عشر سنوات، محذرًا من تداعيات إنسانية وصحية “بالغة الخطورة” على النساء والأطفال في شمال محافظة حلب.

وأوضح لموقع سوريا ٢٤ مبارك أن المستشفى يقع في الجهة الغربية من مركز مدينة أعزاز، وبدأ تجهيزه في آب/أغسطس 2014، وافتتح رسميًا في شباط/فبراير 2015، ليغطي منذ ذلك الحين احتياجات مدينة أعزاز، ومناطق الريف الشمالي، ومنطقة عفرين، إضافة إلى عدد من نواحي محافظة حلب.

وأضاف أن المستشفى يضم قسمي النسائية والتوليد، والأطفال، إلى جانب مخبر يعمل على مدار 24 ساعة، ما يجعله أحد المرافق الصحية المتخصصة القليلة في المنطقة.

خدمات واسعة النطاق

وذكر مدير المستشفى أن قسم النسائية يقدّم شهريًا نحو 1500 معاينة نسائية، ويشرف على قرابة 350 ولادة بين طبيعية وقيصرية، فضلًا عن نحو 50 إجراءً طبيًا صغيرًا.

كما أشار إلى أن قسم الأطفال يقدّم شهريًا قرابة 1500 معاينة، ويستقبل نحو 50 طفلًا في الحواضن و100 طفل في جناح الاستشفاء، إلى جانب خدمات التصوير الشعاعي والتحاليل المخبرية.

وأضاف أن المستشفى مؤلف من ثلاثة طوابق مع قبو، ويضم 32 غرفة، و20 سريرًا، و8 حواضن، إضافة إلى الحواضن المكشوفة، ويعمل فيه 44 موظفًا إداريًا و64 موظفًا طبيًا وتمريضيًا.

أرقام تعكس حجم الدور

وبحسب مبارك، فإن الإحصائيات التراكمية منذ عام 2015 وحتى اليوم تشير إلى:

273,559 معاينة نسائية،

32,742 ولادة طبيعية و11,041 ولادة قيصرية،

248,443 معاينة أطفال،

7,449 طفلًا في الحواضن،

9,490 طفلًا في جناح الاستشفاء،

151,604 مريضًا أُجريت لهم تحاليل،

657,422 تحليلًا مخبريًا،

و8,990 صورة أشعة.

وقال إن هذه الأرقام “تعكس حجم الحاجة الفعلية لوجود هذا النوع من الخدمات في منطقة تعاني من ضعف كبير في البنية الصحية”.

توقف التمويل

وبرّر مدير المستشفى خطر الإغلاق بتوقف الدعم المالي من الجهة المانحة السابقة، وهي منظمة “سوريا الخيرية – Syria Charity”، بشكل كامل، دون أن يتم تأمين ممول بديل حتى الآن.

وأكد أن استمرار تشغيل المستشفى بعد تاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر 2025 سيكون “غير ممكن تقنيًا ولا ماليًا” في حال لم يتم توفير تمويل عاجل.

شهادات من الأهالي

وفي السياق نفسه، قالت السيدة أم علي، وهي من سكان مدينة أعزاز، إن المستشفى كان يشكّل “نقطة أمان صحية” للأهالي، ولا سيما في الحالات الطارئة.

وأضافت أن الأهالي كانوا يجدون في المستشفى كادرًا طبيًا حاضرًا على مدار 24 ساعة من أطباء وممرضات، مع وجود اختصاصات واضحة في الولادة، والحواضن، والعناية بالأطفال، والاستشفاء.

وذكرت أن السكان كانوا يلجؤون إلى المستشفى مباشرة دون الحاجة إلى الانتقال لمسافات طويلة إلى مناطق أخرى، سواء في الليل أو النهار.

وأوضحت أن إغلاق المستشفى سيؤثر بشكل كبير على حياة السكان، إذ ستصبح المسافة إلى أقرب مركز صحي أطول، كما لن تتوفر نفس الاختصاصات ولا نفس مستوى الرعاية الطبية.

نداء عاجل

وناشد مدير المستشفى، في ختام حديثه، المنظمات الدولية والجهات المانحة والإنسانية التدخل العاجل لتأمين تمويل مستدام يضمن استمرار عمل المستشفى، داعيًا إلى “عدم ترك النساء والأطفال في مواجهة مصير صحي مجهول”.

كما دعت السيدة أم علي الجهات المعنية إلى عدم السماح بإغلاق المستشفى، محذّرة من أن ذلك سيضاعف معاناة الأهالي، ولا سيما النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة.

مقالات ذات صلة