إدلب: مخيمات بلا دعم… معاناة تتفاقم تحت برد الشتاء

Facebook
WhatsApp
Telegram

في أطراف ريف إدلب، ما تزال مئات العائلات السورية عالقة بين ذاكرة مدن مدمّرة وواقع قاسٍ تفرضه حياة المخيمات، بعد سنوات من النزوح القسري الذي حرمها من العودة إلى منازلها الأصلية. ورغم مرور الوقت، لم تتحوّل المخيمات إلى حل مؤقت كما كان مأمولًا، بل باتت واقعًا دائمًا يزداد قسوة مع توقف الدعم الإنساني منذ أكثر من عام، وتراجع الاستجابة لاحتياجات آلاف النازحين.

مخيم “الإخوة” في معرة مصرين بريف إدلب الشمالي، واحد من عشرات المخيمات المنتشرة في إدلب، ويضم 235 عائلة ما تزال تكافح للبقاء في ظل ظروف إنسانية شديدة الصعوبة. ومع حلول فصل الشتاء، وسقوط الثلوج، وانخفاض درجات الحرارة، تضاعفت معاناة السكان الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، من تدفئة ومياه شرب وغذاء.

مدير المخيم، سليمان علي الحمدي، قال في حديث خاص لسوريا 24: إن المخيم يعاني من تهميش خدمي شبه كامل، موضحًا أن معظم الخيم أصبحت مهترئة ولم تعد صالحة للسكن، في وقت لا تتوافر فيه مواد تدفئة كافية، ولا مشاريع مياه أو خبز.

وأضاف: منذ أكثر من سنة توقفت المساعدات بشكل شبه كامل، واليوم العائلات تواجه البرد والجوع بوسائل بدائية، بعضهم يحرق البلاستيك أو الأخشاب للتدفئة، رغم المخاطر الصحية الكبيرة.

وأشار الحمدي إلى أن أبرز الاحتياجات تتمثل في توفير مواد التدفئة، وتأمين مياه الشرب، واستبدال الخيم التالفة، إلى جانب سلال غذائية وسلال مواد غير غذائية (NFI)، إضافة إلى إطلاق مشروع خبز مجاني يخفف العبء عن الأهالي في ظل انعدام مصادر الدخل.

من داخل إحدى الخيم، تروي أم أحمد، وهي نازحة تقيم في المخيم منذ سنوات، جانبًا من المعاناة اليومية، قائلة: “نعيش هنا بانتظار العودة، لكن السنوات تمر ولا شيء يتغير. في الشتاء نخاف على أطفالنا من البرد، لا يوجد خبز ولا طعام كافٍ، والماء نشتريه إن استطعنا. أشعر أحيانًا أننا منسيون”.

تعكس قصة هذا المخيم واقع عشرات المخيمات الأخرى في إدلب، حيث يعيش النازحون بين قسوة الظروف المناخية، وغياب الدعم، وانسداد أفق الحلول، في انتظار عودة طال أمدها إلى مدن لم يبقَ منها سوى الذكريات. وبين هذا الانتظار الطويل، تتفاقم معاناة إنسانية تستدعي تحركًا عاجلًا يعيد الاعتبار لكرامة آلاف العائلات التي ما تزال تدفع ثمن الحرب والنزوح.

وفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة وبيانات منسّقي المخيمات (CCCM) وشركاء الاستجابة الإنسانية، هناك حوالي 1,671 موقعًا للمخيمات ومواقع النزوح الداخلي  في شمال غرب سوريا، معظمها في إدلب وريفها وشمال حلب، يعيش فيها نحو 1.97 مليون نازح داخلي داخل هذه المواقع، بحسب تقديرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى أوائل 2025.

مقالات ذات صلة