Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“نورا بريمو”.. تعتلي منصة التكريم لإحرازها المرتبة الأولى في جامعة تركيّة

ياسين الأخرس – SY24

حقق الطلاب السوريون نجاحات كبيرة في دول اللجوء على مدار السنوات الأخيرة، سواءً في تركيا أو ألمانيا أو معظم دول أوروبا، حتى أن البعض تفوّق على أقرانه بالرغم من حاجز اللغة الذي يصعب اجتيازه في كثير من الأحيان.

وها هي الطالبة “نورا بريمو” تصعد اليوم على منصة التكريم لحصولها على مرتبة الشرف بالترتيب الأول من قبل إدارة كلية الهندسة وفرع الهندسة الحيوية كأصغر خريجة بين الطلاب الأجانب والأتراك في جامعة “كاركالي” القريبة من العاصمة التركية “أنقرة”.

وأجرت منصة SY24 حواراً مطولاً مع “نورا بريمو” تمحور عن النجاح الذي حققته في الجامعة بعد جهد استمر لأربع سنوات من الدراسة والتركيز، خاصةً في مجال قد يكون صعباً حتى على الطلاب الأتراك.

وقالت “بريمو” في مطلع حديثها: “بداية قدومي إلى تركيا كنت في مرحلة الحادي عشر، وكان أمامي عاماً واحداً للوصول إلى البكالوريا، وكانت الصعوبات كثيرة والتحديات أكثر بالنسبة لي ولأهلي، لأنه لم يكن موجوداً أي سبيل واضح لإكمال دراستي الثانوية”.

وتابعت بريمو قائلةً: “التحديات بدأت معي ببداية قبولي في الثانوية بعمر مبكر عن عمري الأصلي، ولكن خزينة المعلومات اللي كنت أمتلكها ساعدتني على اجتياز المرحلة بتميز وبفترة وجيزة”.

حققت بريمو إنجازاً كبيراً من خلال تعلمها للغة التركية وإتمامها المرحلة الثانوية بعام واحد فقط، وهذا ما فتح الطريق أمامها واسعاً للمفاضلة على الجامعات التركية.

وأشارت بريمو قائلةً: “فاضلت على الجامعات وعلى المنحة التركية بنفس الوقت، ولكن نتائج المنحة تأخرت جداً، فبعد حصولي على قبول من جامعة يالوفا في الهندسة المدنية (هندسة المواصلات)، أكملت في يالوفا ولكن الوضع كان صعب علي لإكمال دراستي على حسابي الشخصي، وبعد فترة من الوقت أعلنت نتائج المنحة التركية وأخذت مقعداً في جامعة كركالي تخصص الهندسة الحيوية”.

وعن بداية دراستها في فرع الهندسة الحيوية بجامعة كركالي توضح بريمو: “بدأت دراستي في هذه الجامعة في منتصف الفصل الأول الذي كان بحد ذاته تحدياً كبيراً للنجاح بجميع المواد الفصلية وبفترة وجيزة، لكن العائق الأكبر كان صغر سني الذي كان دائماً يخلق حاجزاً كبيراً بيني وبين أصدقاء دفعتي بسبب تباعد الأفكار وطريقة التفكير إضافة لكوني طالبة أجنبية”.

وتابعت: “أكملت السنين الأربع مع صعوبات معيشية وظروف حياتية غير ثابتة، من خلال محاولتي للتوازن بين إعادة خلق ظروف معيشة مريحة مع مراعاتي لعدم التقصير بأي جانب من جوانب دراستي”.

وطرحت موقع SY24 سؤالاً للسيدة “بريمو” عن ماهية “الهندسة الحيوية” حيث أجابت: “هو تخصص علمي حديث يعنى بدمج العلوم الهندسية مع العلوم الطبية الحيوية، وذلك عن طريق تطبيق المبادئ العلمية الهندسية ومهارات التحليل والتصميم في الطب والعلوم الحيوية؛ كعلم الهندسة الوراثية، وعلم زراعة الأنسجة، وعلم الأحياء الدقيقة، علوم الهرمونات والأنزيمات وعلم وظائف أعضاء النبات والحيوان، وذلك بهدف خلق حلول هندسية منطقية للمشكلات الصحية للإنسان”.

تخصص الهندسة الحيوية يحتاج لإتقان اللغة التركية بشكل أكبر عن باقي التخصصات، لأنه يحتوي إضافة للمفردات الهندسية مفردات طبية علمية، وتجاوزت بريمو هذا العائق باتباعها طريقة التكرار المستمر للمواد الدراسية الطبية.

واختتمت “بريمو” في حديثها لـ SY24 موجهةً رسالة إلى كل الطلاب السوريين المنتشرين في شتى دول العالم قائلةً: ” أنصح كل الطلاب ألا يكون الهدف الأول لهم أن يكونوا الأفضل، ولكن تقديم الأفضل والتركيز دائماً على نفسهم بشكل محكم”.

يشار إلى أن “نورا” بريمو تنحدر من محافظة اللاذقية، وتبلغ من العمر قرابة 21 عاماً، خرجت إلى تركيا منذ 5 أعوام بسبب سوء الوضع الأمني آنذاك في مدينتها، وبدأت مسيرة دراسية حافلة بالنجاح، كغيرها من مئات الطلاب الذين حققوا نجاحات كبيرة في دول اللجوء.