Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الخارجية الأمريكية لـ SY24: الوضع في الركبان مفجع.. واتفاق إدلب يسير بالاتجاه الصحيح

أحمد زكريا – SY24

وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للشؤون السورية، في السفارة الأمريكية بأنقرة، الوضع الإنساني في مخيم “الركبان” على الحدود السورية الأردنية بأنه “مفجع”، مؤكدةً على ضرورة الضغط على روسيا للضغط على النظام من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمخيم.

خطوة حاسمة لمعالجة الوضع في “الركبان”

وقالت المتحدثة الأمريكية “صوفيا خلجي” في لقاء خاص لـ SY24: إن “الوضع الإنساني في مخيم الركبان مفجع”، وتطالب الولايات المتحدة نظام الأسد بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة إلى الركبان، وهي مستعدة لتيسير وصول الأمم المتحدة إلى المخيم، وهو الخطوة الأولى الحاسمة لمعالجة الوضع في المخيم.

وأكدت خلجي قائلةً: “سنواصل الضغط على روسيا لاستخدام نفوذها في حث النظام السوري على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية الأساسية، وسنبقى على اتصال وثيق مع الأمم المتحدة بشأن هذه القضايا”.

كلام المتحدثة الأمريكية جاء ردًّا على سؤال لموقع سوريا 24 حول خطط الإدارة الأمريكية للضغط لإيصال المساعدات الإنسانية لنحو 70 ألف مدني في مخيم “الركبان” على الحدود السورية الأردنية، والقريب من قاعدة “التنف” الأمريكية، والمهددون بكارثة إنسانية وطبية.

نرحب بتجنيب إدلب كارثة إنسانية

وفي ردٍّ منها على سؤال آخر حول تقييمهم لاتفاق “سوتشي” بين تركيا وروسيا بخصوص منطقة إدلب وكيف تنظر الإدارة الأمريكية للتصريحات الروسية المتكررة بأن اتفاق إدلب مؤقت وأن إدلب ستعود للنظام في نهاية المطاف أجابت المتحدثة الأمريكية: “ترحب الولايات المتحدة بجهود كلٍ من روسيا وتركيا لتجنب كارثة إنسانية في إدلب، ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية، ونزع فتيل التوتر من خلال الحوار، ولقد دعونا مطولاً لهذا الأمر، وكما ذكر الممثل الخاص لشؤون سوريا، السفير “جيمس جيفري”.

ورأت المتحدثة الأمريكية، بأن اتفاقية سوتشي تعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ويمكن أن تؤدي إلى تقدم أوسع في نقل هذه الحرب من ميدان المعركة إلى طاولة المفاوضات في جنيف وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وأضافت قائلةً: “إننا نراقب عن كثب الإجراءات والبيانات الصادرة عن الأطراف التي تريد تعطيل هذا التقدم، مؤكدةً أنه من المهم أن يستمر وقف إطلاق النار في إدلب، وأن يخلق مساحة لإيجاد حل سلمي للأزمة”.

استراتيجية أمريكا ضد إيران

وفيما يتعلق بالتصعيد الملحوظ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد الوجود الإيراني في سوريا، والمساعي الحثيثة ضد تمددها في هذه الفترة بالذات، على الرغم من وجود إيران وتمددها في سوريا طيلة السنوات الماضية، وقبل تسلم إدارة الرئيس “ترامب”، أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للشؤون السورية: بأن مواجهة النفوذ الإيراني وإزالة جميع القوات الإيرانية أو القوات المدعومة من قبل إيران من سوريا، هو هدف استراتيجي بعيد المدى بالنسبة للولايات المتحدة التي تعتمد على الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها من الأدوات، وشدّدت في سياق حديثها على أنه “لم تتغير أولوياتنا وأهدافنا طويلة الأجل”.

تقرير “العفو الدولية” عن الرقة غير عادل

وتطرق اللقاء مع المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للشؤون السورية، إلى الأوضاع في مدينة “الرقة” خاصة بعد أن أعلنت منظمة العفو الدولية في تقرير لها، يوم الجمعة، عن أن الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة دمرت أجزاء كبيرة من مدينة “الرقة ” لكن التحالف لم يبذل جهود لتعافي المدينة.

ووصفت المتحدثة الأمريكية ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية بأنه غير “عادل” وقالت: “القول بأنه لم يكن هناك أي تقدم هو قول غير عادل لمئات الآلاف من الرقاويين الذين عادوا وفتحوا أسواقهم وشوارعهم، وتمكنوا من إزالة أنقاض منازلهم واستعادة هويتهم”.

وأشارت إلى أهالي مدينة الرقة قائلةً: “إنهم يحتاجون إلى المساعدة وسنظل ملتزمين بالوقوف إلى جانبهم، وجميع السوريين الذين يعملون من أجل بلدٍ آمنٍ ومستقر”.

وأضافت: “يمثل ١٧ من تشرين الأول الذكرى السنوية الأولى لتحرير الرقة، في حين لا تزال شراسة تلك المعركة جلية حتى اليوم”.

وتابعت: “لقد مشيت عبر مدينة الرقة قبل بضعة أسابيع، ولا يزال هناك طريق طويل يجب قطعه، لكنني أرى أيضًا أن الحياة تعود إلى المدينة حيث يقوم سكانها بإعادة إعمارها والمضي قدمًا”.

وأشارت، إلى أن التحالف الدولي بذل جهودًا لحماية الحياة المدنية واحترام قوانين الحرب، لكن مهمة طرد داعش، وهو عدو للإنسانية فاسد أخلاقياً اختبأ في المستشفيات والمدارس والمساجد خلف المدنيين الأبرياء، جعلت جراح المدينة غائرة وعميقة.

وأضافت: إن الألغام التي خلفتها داعش، والتي نعمل على إزالتها، والمقابر الجماعية التي نجدها، والمدارس التي نعيد بناءها، تظهر أن المعركة ضد هذا النوع من التطرف العنيف لا يمكن كسبها عسكريًا فقط، إنها تحتاج إلى تصميم ومهارات وموهبة الشعب السوري. والحمد لله يتوفر الكثير من ذلك.

كما قمنا بإزالة العبوات الناسفة التي زرعتها داعش من مساحة 3.15 مليون متر مربع في الرقة والطبقة، وأزالنا حوالي 237,000 متر مكعب من الأنقاض، ورممنا مضخات المياه في جميع القطاعات الـ 26 في الرقة، وأصلحنا الشبكة الكهربائية وأعدنا توصيلها إلى البنى التحتية الحيوية.

وأكدت المتحدثة الأمريكية، على أن إحدى الأولويات الرئيسية في الرقة هي إلحاق الأطفال المحرومين من التعليم لمدة سبع سنوات في ظل داعش بالمدرسة، ويجب أن نركز على هذا الجيل لضمان عدم عودة داعش أو إرهابيين آخرين مثلهم.

ونوهت، إلى أن مساعدات الاستقرار المقدمة من الولايات المتحدة تدعم المبادرات المحلية لتدريب المعلمين، وتوفير اللوازم المدرسية، وإصلاح المدارس، ومعالجة الصدمات النفسية للأطفال واحتياجاتهم النفسية الاجتماعية إلى جانب دورات محو الأمية الأساسية.

مفاتيح الإدارة الأمريكية للحل السياسي في سوريا

وفي نهاية اللقاء، وجهنا للمتحدثة الأمريكية سؤالًا عن المساعي التي تبذلها الولايات المتحدة في تكريس الحل السياسي في سوريا من خلال قرارات “جنيف” بعكس روسيا التي تتمسك بالأسد وتدعم رؤية سوتشي، وعن المفاتيح التي تملكها الإدارة الأمريكية لحل هذا اللغز وتحقيق إرادة المجتمع الدولي بموجب القرار 2254، والتي أجابت: تقف الولايات المتحدة مع عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وتعكس هذه العملية إرادة المجتمع الدولي وتحافظ على حق الشعب السوري في تشكيل مستقبله سلمياً من خلال الحوار وليس العنف.

وختمت بالقول: لن تشارك الولايات المتحدة فيما يسمى “جهود إعادة الإعمار” أو أي تطبيع للعلاقات مع هذا النظام، إلى أن يتم إحراز تقدم لا رجعة فيه في عملية جنيف، كما أننا نستخدم كل الوسائل الضرورية لهزيمة داعش وغيرها من الإرهابيين، ومنع إيران من استغلال أي منبرٍ أو منصةٍ تهدد أمن المنطقة، وحل الأزمة السورية سياسياً وليس عسكرياً.