صامت لو تكلم.. الضحايا أطفال ووسائل الإعلام تبحث عن المسؤولين

Facebook
WhatsApp
Telegram

محمد الفيصل - SY24

ينهار الأب المكلوم بأطفاله بكاء وحسرة، فالموت الذي حل بأولاده قد كان قاسياً ومفجع، فقد قضوا حرقاً داخل منزلهم بفعل سخان كهربائي كانت العائلة تستخدمه للتدفئة عليه.

خروج الأب وأم الأطفال من المنزل مطمئنين على أولادهم، لا سيما وأن المنزل خالي من مادة المازوت، ولا توجد فيه مدفأة أساساً، بالرغم من البرد وبالتأكيد انقطاع الكهرباء عن المنزل بشكل متواصل، اغفت عن بال الأبوين السخان الكهربائي الموصول.

من وسط الفجيعة وركام ما تبقى من المنزل، يطل أحد أبطال الإعلام الرسمي للقاء الأب المكلوم، محاولاً تحقيق سبقه الصحفي من خلال طرح سلسلة من الأسئلة على الأب، لم نجد لها وصفاً سوى الغباء، هل يعقل أن يكون المراسل من كوكب آخر فهو سأل الأب، كان في مازوت؟ ليجيب الأب، مافي صوبيا أصلاً، وكان المراسل يتجاهل الأزمة التي يعيشها المواطن في سوريا بنقص جميع مستلزمات الحياة.

أجت الإطفائية بسرعة؟…
يسكت الأب ويكتفي بهول مصابه والمراسل ينتظر، ليجيب أحد جيرانه… اي مسافة الطريق ووصلوا.
المراسل : والمسؤولين ؟؟..
الأب : كلهم ما قصروا .. وقالوا شو بدك نحنا بالخدمة.

المراسل الفذ: شو بتحب توجه رسالة؟؟؟

الأب : …….. انهيار وبكاء!!! فهل كان ينتظر المراسل توجيه الشكر والتحيات لهم، أو أن يشكر وزارة الكهرباء وسيارة الإطفاء التي لم تتمكن من إنقاذ أطفاله، أم أن يهتف الأب المكلوم بحياة الأسد، ويقول أولادي فداك ياسيادة الرئيس.!؟

في نهاية تقرير المراسل، لو أن الأب اشتكى أولاده وتحدث عن النقص وانتقد الحكومة والنظام ورموزه، فهل بإمكان المراسل توصيل تلك الرسالة وعرضها، فالأب لخص شكواه بالصمت، ولو كانت غير ذلك فهي لن تصل أبداً.

مراسلو النظام الذين لم نتفاجئ بتغطيتهم ومستوى انحطاطهم، بالإضافة إلى كمية الغباء المستفحل لديهم والتقرب الدائم من النظام الدموي، حتى ولو كان على حساب دم الشعب السوري.

تنتهي المقابلة ولا عزاء للأب المفجوع من المراسل الفذ، أو أي كلمة تخفف عنه مصابه، فهل انعدم الأحساس في قلب إعلامي النظام وكيف كان بمقدوره طرح تلك الأسئلة دون المرور على حجم الفقدان الذي حل به.

بدورها القناة الإخبارية التي يعمل بها “صفوان علي”، أصدرت بعد عرضها المقابلة قرار توقيف بحق المراسل لمدة شهر كامل، بسبب ما وصفته الخطأ في إعداد المادة، وإذا ما سلمنا أن المراسل كان عديماً للإحساس فهل انطبقت الصفة على باقي الكادر من تحرير ومدير القناة، أو أن القرار جاء بعد الانتقادات اللاذعة ومحاولة منها تبرير ذلك بقرارها، وأخيراً كان الله في عون الأبوين.

مقالات ذات صلة