أصدرت محكمة أمريكية حكما يحمل النظام السوري المسؤولية عن مقتل الصحفية الأمريكية ماري كولفين (1956-2012) أثناء تغطيتها للمعارك في حمص وسط سوريا.
وقالت وكالة “رويترز”، إن “الحكم يعني دفع تعويضات لا تقل عن 302.5 مليون دولار لدور النظام في مقتل الصحفية التي كانت تعمل لصالح صنداي تايمز البريطانية”.
وقتلت كولفين (56 عاما) مع المصور الفرنسي “ريمي أوشليك” في مدينة حمص عام 2012 أثناء تغطية للمعارك هناك.
واتهمت الدعوى المدنية التي أقامتها أسرة كولفين في عام 2016 أمام محكمة أمريكية اتحادية مسؤولين بالنظام بأنهم أطلقوا عن عمد صواريخ على أستوديو مؤقت للبث كان مقرا للإقامة والعمل لكولفين ولصحفيين آخرين.
وقتلت الصحافية الأميركية في منطقة “بابا عمرو” الحمصية، بتاريخ 22 فبراير عام 2012، إثر قيام قوات النظام السوري، باستهداف المكان الذي يؤويها هي وبضعة من زملائها وناشطين سوريين.
وأكدت مصادر مستقلة منها ما ذكره الدكتور فرنكلين لامب صديق كولفن، أن كولفن قتلت بعد سقوط 11 قذيفة وصاروخاً على المكان الصغير الذي كانت تقيم فيه، ولم يعرف مصيرها إلا في اليوم التالي للقصف، حيث اختفت جثتها وجثة المصور الفرنسي، تحت ركام الدمار الهائل الذي عمّ المكان.
ويشار في هذا السياق، أن الادعاء على نظام الأسد، بصفته متورطاً عمداً بقتل الصحافية الأميركية، تم عبر قضية رفعت عام 2016، حملت اسم (ماري كولفن وآخرون)، أمام المحكمة الجزئية في مقاطعة كولومبيا الأميركية، وبالنيابة عن أسرة الصحافية القتيلة التي عرف عنها شجاعتها وأخلاقها النبيلة.
ويطلق اسم (عين الحقيقة) على ماري كولفن التي فقدت إحدى عينيها عام 2001 وهي تغطي الحرب الأهلية في سيريلانكا، حيث استحقت عدداً من جوائز التكريم على شجاعتها الصحافية في أكثر من بقعة ساخنة حول العالم، آخرها في سوريا، حيث لم تخسر عَينها، وحسب كما حصل لها في سيريلانكا، بل خسرت حياتها بالكامل، بعدما قرر النظام السوري إسكات صوتها إلى الأبد.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قال في مقابلة مع شبكة (NBC NEWS)، إن كولفين “تتحمل مسؤولية مقتلها لأن البلاد كانت في حرب وهي جاءت لسوريا بصورة غير قانونية وعملت مع الإرهابيين”، على حد زعمه.








