أكدت صحيفة “التايمز” البريطانية فشل النظام السوري والميليشيات الممولة من قبل روسيا باقتحام إدلب رغم دعمها بآلاف الغارات الجوية وإطلاقها الوعود بحسم المعركة خلال مدة قصيرة.
وقالت الصحيفة إن إدلب باتت مشكلة كبيرة تواجه النظام السوري الذي تمكن العام الماضي من إنهاء ملف الغوطة باستخدام الأسلحة الكيميائية، والسيطرة على الجنوب بعد محادثات سياسية قادتها روسيا.
وأضافت: أن السبب الرئيسي في خلق هذه المشكلة هو عجز القوى الخارجية وبشكل خاص موسكو عن حرف ميزان الحرب في هذه المنطقة لصالح نظام الأسد كما فعلت في المناطق الأخرى.
ورأت أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يريد إرضاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يصر على إبقاء إدلب بعيدة عن نظام بشار الأسد، وأرسل للفصائل العسكرية فيها أسلحة متقدمة، أسهمت في الحد من قوى الهجمات التي شنتها الميليشيات التابعة للنظام وروسيا.
وتابعت الصحيفة: إن من بين الأسباب التي تحُول دون سقوط إدلب بين النظام هو اعتبار تركيا أن ذلك إهانة شخصية للرئيس أردوغان، فضلاً عن موجة النزوح التي ستحدث في حال تقدمت الميليشيات.
وشددت الصحيفة على أن صمود المعارضة ودفاعها عن المنطقة كان له دور كبير في إفشال المخططات الروسية، من خلال صد الهجمات وشن أخرى مضادة وإدخال النظام في حرب استنزاف أدت إلى مقتل أكثر من 900 عنصر من ميليشياته.
ووفقاً للصحيفة فإن الخسائر الكبيرة والتقدم البسيط للميليشيات أثر على معنويات المناطق الموالية لنظام الأسد، ما دفع روسيا للانتقام من ذلك الفشل بضرب مدينتي أريحا ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، رغم أن قصفهما لا معنى له من الناحية العسكرية، لبعدهما عن محاور الاشتباك كما أنهما ليستا من معاقل الفصائل الثورية.
وتشن قوات النظام والميليشيات المرتبطة بروسيا هجمات واسعة في منطقة خفض التصعيد شمال سوريا، منذ أكثر من ستة أشهر، إلى أنها تلقت ضربات قوية خلال المواجهات مع فصائل المعارضة السورية على محاور حماة، حيث فقدت أكثر من ألف قتيل من عناصرها.
يذكر أن الحملة العسكرية التي يتعرض لها الشمال السوري، أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 مدني في حلب وحماة وإدلب، ونزوح مئات الآلاف من المناطق المستهدفة، فضلاً عن تدمير عشرات المشافي والأفران ومراكز الدفاع المدني والمؤسسات المدنية والخدمية.