زرع المخبرين.. سياسة جديدة تتبعها ميليشيات إيران ضد أهالي البوكمال!

Facebook
WhatsApp
Telegram

أحمد زكريا - SY24

 

 

أفادت مصادر مهتمة بتوثيق الأحداث في دير الزور وريفها، باتباع المليشيات الإيرانية أسلوب جديد للضغط على المدنيين في مدينة البوكمال معقلها الرئيس شرقي دير الزور.

وبحسب تلك المصادر فإن “الميليشيات الإيرانية بدأت بزرع مخبرين في عدة نقاط من مدينة البوكمال لمعرفة من كان مع الجيش الحر أو داعش، أو إذا كان أحد أقاربه من المنتسبين سابقًا للجيش الحر أو حتى لتنظيم داعش، وذلك من أجل استغلاله والضغط عليه للانتساب للمليشيات الإيرانية والتشيّع”.

وفي هذا الصدد قال مصدر في منظمة “صوت وصورة” لـ “SY24″، إنه “بالنسبة للبوكمال فالميليشيات الإيرانية حالياً مسيطرة عسكرياً واقتصادياً ودينياً وثقافياً سيطرة كاملة، لذلك بدأت تجذب الناس باتجاهها بطرق مختلفة لتجنيد المخبرين لصالحها”.

والطريقة الأولى كانت عن طريق الندوات الدينية، معتبرةً أن كل شخص يحضر للندوة يقدم له مبلغ مالي وقدره 10 آلاف ليرة سورية، في حين أن الطريقة الثانية كانت عن طريق منح حصص غذائية للمتعاملين مع المليشيات، بحسب المصدر ذاته.

وإحدى تلك الطرق أيضًا، هي استقطاب الأشخاص من أجروا مصالحات مع نظام بشار الأسد من خلال وضعهم أمام خيارين، إما أن يلتحق بالميليشيات العسكرية أو يعمل كمخبر لصالح تلك الميليشيات الإيرانية.

ولا يختلف هؤلاء المخبرين التابعين للميليشيات الإيرانية عن المخبرين التابعين لقوات أمن النظام، إذ إن مهمتهم تندرج في إطار جمع أخبار الناس ونقلها للميليشيات الإيرانية.

ويعمل المخبر على جمع كل شاردة وواردة عن الأشخاص المستهدفين سواء أكانت في الحاضر أو في الماضي، ويتم التركيز على ملفات من خرج بالمظاهرات ومن كان ضد نظام الأسد، ومن له أقارب ضد النظام أو منتمين للجيش الحر أو لتنظيم داعش.

ولا يقتصر الأمر على جمع تلك الأخبار، بل يتعداه لترصد أخبار من هم أحوالهم المادية جيدة جداً وخاصة ممن كانوا ضد النظام أو لهم أقارب معارضين للنظام، وهؤلاء يكونوا أمام خيارين، إما دفع مبالغ تصل إلى 10 الاف دولار، أو يجبر على الانضمام لصفوف الميليشيات، وحاليًا تفرض الميليشيات على تلك الفئة إتاوات شهرية تتراوح بين 2000 دولار و4 ألاف دولار.

ويصل راتب “المخبر”، حسب ما ذكرت منظمة صوت وصورة، نحو 250 دولار، وغالبيتهم يعملون من أجل المنفعة المادية لا أكثر، متجاهلين نبذ المجتمع لهم ولتصرفاتهم وخياراتهم.

وبات من اللافت للانتباه، أن غالبية المتواجدين في مدينة البوكمال حاليًا هم من الفئة الموالية لنظام الأسد، إلا أن هذا الشيء لم يشفع لهم عند الميليشيات الإيرانية لأن الولاء يجب أن يكون أولا وأخيرًا لتلك الميليشيات، أمّا المصالحات  مع النظام فهو أمر لا تعترف تلك الميليشات به، لذلك فإن الغالبية العظمى من تلك الفئة مضطرة للعمل كمخبر لصالح الميليشيات الإيرانية من باب المنفعة المادية أولاً، ومن باب إبعاد الضرر عنهم وتحاشي الانتهاكات التي ربما ترتكبها تلك الميليشيات الإيرانية بحقهم.

وسبق عملية زرع المخبرين، قيام الميليشيات الإيرانية في البوكمال في وقت سابق قبل شهرين، بزرع كاميرات مراقبة مخفية على الطرق الرئيسة في البوكمال، وفق ما ذكر مراسل “SY24”.

وأكد المراسل أن “المليشيات الإيرانية أصدرت أوامر سرية بوضع كاميرات مخفية على الطرق الرئيسية في البوكمال والمقرات التابعة لها، وذلك بهدف مراقبة عمليات التصوير التي تتم لمقرات تلك المليشيات”.

يشار إلى أن “الحرس الثوري الإيراني” يسيطر على أجزاء واسعة من ريف دير الزور الشرقي، ويقيم مئات المقرات العسكرية في مناطق سيطرته بالإضافة إلى تجنيد آلاف الشبان للقتال في صفوف ميليشياته.

مقالات ذات صلة