Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“نصر الله” يدعو لعودة المهجرين إلى القصير.. وسكانها يردون عليه

أحمد زكريا - SY24

من جديد يعود ملف مدينة “القصير” الواقعة بريف حمص الغربي، والواقعة أيضا تحت احتلال وسطوة ميليشيا “حزب الله” اللبناني، إلى الواجهة، بدعوات من زعيم الميليشيا للأهالي المهجرين قسرا عنها، لللعودة من لبنان إلى مدينتهم.

كما أعقب تلك الدعوات، اجتماع عقد في منطقة “الهرمل” اللبنانية، جمع بين مسؤولين من ميليشيا حزب الله ونظام الأسد، وبين ممثلين عن النازحين من القصير والقاطنين على الأراضي اللبنانية، حسب ما ذكرت مصادر محلية، والتي أشارت إلى أن الهدف من الاجتماع إقناع سكان القصير بالعودة إليها استجابة للدعوات التي أطلقها زعيم الميليشيا “حسن نصر الله”.

والجمعة الماضي، ادعى “نصر الله” في تصريحات إعلامية، أنه “لا مشكلة بالنسبة إلينا في عودة النازحين السوريين إلى منطقة القصير”.

وزعم أنه تم “ترتيب وضعنا في قرى القصير بما يتناسب مع عودة كاملة لأهالي مدينة وقرى القصير، بناء على قرار القيادة السورية وأيضا رغبة أهالي قرى القصير من السوريين ومن اللبنانيين”.

كما دعا زعيم ميليشيا الحزب أهالي القصير في لبنان، إلى “تسجيل أسمائهم لدى الأمن العام اللبناني على أن تتم العودة “ضمن الضوابط والآليات المعتمدة بين الأمن العام اللبناني والجهات المعنية في سوريا”.

وحاول “نصر الله” طمأنة أهالي القصير وبيعهم الأوهام كالمعتاد، وقال: “ما تردد في السنوات الأخيرة عن تغيير ديموغرافي في سوريا، لا سيما على الحدود، هو مجرد أكاذيب”، ولفت إلى أن “حزب الله مستعد لأي مساعدة في تأمين عودة أهالي القصير إلى أرضهم”.

كما حاول تبرير فعلتهم باحتلال القصير بالإشارة إلى أن مقاتليه شاركوا ولأول مرة في الـ 30 من شهر نيسان/ إبريل 2013، في معارك داخل سوريا دعما لقوات الأسد.

ورغم تلك الوعود والأوهام التي يحاول زعيم الميليشيا التي ارتكبت الانتهاكات والفظائع بحق سكان القصير منذ دخولها إليها وتهجير أهلها عنوة منها، إلا أن ذلك لم يعد يقنع أهالي القصير الذين يفضلون المكوث في مخيمات لا ترقى لأدنى مقومات العيش، على أن يعودوا إلى مدينتهم تحت رحمة ميليشيا الحزب.

وهذا ما أكده زعيم الميليشيا “نصر الله” في خطابه ودعواته، كونه يدعو لعودة أهالي القصير، لكنه يتجاهل مطلبهم الرئيس ألا وهو سحب كافة ميليشياته من المدينة وماحولها، وإرجاعهم إلى مخابئهم التي خرجوا منها أول مرة.

وفي رد منهم على تصريحات “نصر الله”، قال مصدر من سكان مدينة القصير وأحد المهجرين عنها قسرا لـ ” SYR24 “، إنه “هل يعني ترتيب وضع حزب الله أنه أكمل كل الاستعدادات لإحكام السيطرة على كل مفاصل الحياة لاستعباد وإذلال أهالي القصير، وهل عودة أهالي القصير كانت مؤجلة للحصول على موافقة ومباركة الحزب والمجرم بشار الأسد وعصابته لا يملكون من الأمر شيئا؟”.

وتساءل المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، “هل انتهى الحزب من قطع أشجار المشمش والتفاح وبيعها حطباً وتحويل أراضي القصير لحقول زراعة المخدرات؟، وهل حقول المخدرات تحتاج لعمال زراعيين من أهالي القصير لاستعبادهم بالعمل في أراضيهم عبيداً أجراء مذلولين؟”.

وتابع بالقول: “هل باتت معسكراته ومستودعات سلاحه ومعامله آمنة بالقصير؟، وهل انتهت حملاته الأمنية القمعية والتحريضية ضد المهجرين السوريين بلبنان ووصل المهجرين بلبنان لحالة مزرية تدفعهم لليأس والقبول بكل ما يطرح عليهم؟”.

وأضاف: “لأننا نعرف الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها نقول، إن حزب الله اللبناني احتل القصير وهجر أهلها، ولن يعودوا إلا بطرده وخروجه منها، وإن أهالي القصير لن يعودوا إليها إلا أحراراً كراماً بعد تحقيق مطالبهم التي خرجوا من أجل تحقيقها بثورتهم”.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن “أهالي القصير مثلهم كمثل جميع المهجرين من سوريا، لن يعودوا إلا مع الحل النهائي السياسي في سوريا ليعيدوا إعمار ديارهم بأيديهم بعيداً عن حراب وسيطرة حزب الله اللبناني وعصابات بشار الأسد”.

وأضاف “إن أهالي القصير يقولون لحسن زميرة :قبل ان تدعو أهالي القصير للعودة إليها وهذا شأن سوري لا علاقة لك به إلا كمحتل لمدن وبلدات القصير، عليك أن تعيد أولاً اللبنانيين الذي هجروا بيوتهم وقراهم في الجبل والجنوب اللبناني خلال الحرب الأهلية في لبنان وما زال أتباعه يتمتعون بممتلكاتهم”.

وتابع: “نقول لحسن زميرة وأسياده الإيرانيين ومعهم الروس وتابعهم بشار الأسد، إن الثورة السورية مستمرة وما زال الوقت مبكراً لإعلان انتصاركم الزائف، لتوهموا العالم أن الأوضاع بسوريا مستقرة وتحت السيطرة لتستجلبوا الدعم الدولي لصندوق إعادة الإعمار وتستكملوا نهب خيرات سوريا والسيطرة عليها”.

وختم بالقول: “خسئت وخسئ كل من معك ومن خلفك، فالثورة السورية مستمرة حتى تحقيق أهدافها بزوال نظام الأسد وبناء دولة مدنية حرة موحدة”.

ومنذ مطلع العام الحالي، تروج ماكينات النظام الإعلامية لعودة سكان القصير إلى منازلهم، إلا أن كثير من الناشطين المهجرين عن مدينتهم للشمال السوري أو إلى الأراضي اللبنانية، كذبوا تلك الماكينات وأكدوا أن من عاد هم الفئة التي لم تتضرر من حرب النظام وعصاباته على مدينة القصير، وهم من الفئة الأشد ولاء للنظام وأعوانه.