أكد موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد آل نهيان” عقد صفقة مع نظام بشار الأسد بالمليارات لدفع الأخير لمواصلة الهجوم في الشمال السوري.
وقال الموقع في تقرير اليوم الأربعاء: إن “بن زايد” حاول منع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، واتصل بـ”بشار الأسد” لتشجيعه على إعادة شن هجومه على إدلب.
وأضاف: “قبل أيام من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار أرسل بن زايد، علي الشامسي، نائب شقيقه مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد، للتفاوض على صفقة مع بشار الأسد في دمشق”، موضحاً أن ولي عهد أبوظبي وافق على دفع 3 مليارات دولار للنظام لإعادة شن الهجوم على إدلب، على أن يتم دفع مليار دولار من المبلغ قبل نهاية شهر آذار/ مارس.
وتابع: إنه تم التفاوض على الصفقة في سرية تامة، وكانت أبوظبي قلقة بشكل خاص من أن يعلم الأمريكيون بها، ولفت إلى أنه في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن وقف إطلاق النار في موسكو، كان قد تم دفع 250 مليون دولار مسبقاً.
وأوضح “ميدل إيست آي” أن الصفقة أثارت غضب “بوتين” الذي أرسل وزير دفاعه “سيرغي شويغو”، في زيارة غير مخطط لها إلى دمشق لثني النظام عن إطلاق الهجوم على الشمال السوري مرة أخرى؛ حفاظاً على تحالف روسيا الإستراتيجي مع تركيا.
ولفت إلى أن “بن زايد” استمر في محاولاته مع “الأسد” لخرق وقف إطلاق النار حتى بعد زيارة “شويغو”، وتم تسليم دفعة ثانية من المليار دولار الأول إلى النظام.
وبيَّن الموقع أن دوافع “بن زايد” لإعادة شن الهجوم كان لها شقان، أولهما: أرادت الإمارات توريط الجيش التركي في حرب مكلفة في شمال غربي سوريا، والثاني: إشغال أنقرة عن معركة طرابلس في ليبيا.
وأردف: “بعد أن قام “شويغو” بقمع محاولات الإمارات لخرق وقف إطلاق النار، شعر “بن زايد” بالقلق من تسرب الخطة إلى الأمريكيين”؛ الأمر الذي دفعه للإعلان عن اتصال مع “بشار الأسد” زعم فيه استعداد بلاده لدعم النظام في مواجهة كورونا وذلك لتغطية الأموال التي دفعها لدمشق، وفق الموقع.
يذكر أن تركيا وروسيا اتفقتا في الخامس من شهر آذار الماضي على اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، إضافة إلى تسيير دوريات مشتركة على الطريق السريع الواصل بين حلب واللاذقية.