أعرب وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور”مرام الشيخ”، عن الحاجة الماسة لأجهزة التنفس الاصطناعي، وغيرها من المعدات التي تساعد الشمال السوري على مواجهة فيروس “كورونا” في حال تسلل إلى المنطقة، كما تحدث “محمد حلاج” مدير “منسقو استجابة سوريا” عن أهم المطالب والاحتياجات للتصدي للفيروس.
وأشار “الشيخ” إلى أنه رغم الإجراءات والجهود المبذولة للوقاية من الفيروس، إلا أن هناك مخاوف في حال تفشي الفيروس من عدم القدرة على التعامل معه، بسبب الإمكانيات المتوافرة التي يعمل بها الكادر الطبي والتي لا ترقى للمستوى المطلوب.
كلام “الشيخ” جاء في لقاء خاص مع منصة SY24 تحدث خلاله بالأرقام عن المعدات الطبية المتوافرة لدى القطاع الصحي شمالي سوريا، وأهم الاحتياجات اللازمة للوقوف بوجه “كورونا”.
وفي رد منه على سؤال يتعلق بعدد الأسرة وأجهزة التنفس الاصطناعي في المشافي العاملة في الشمال السوري قال “الشيخ”، إن “عدد أسرة الجناح في المشافي 1273 في محافظة إدلب، و701 في ريف حلب الشمالي”.
وتابع أن “عدد المنافس في إدلب 47 للبالغين و51 في حلب للبالغين، وحتى الآن لم تدخل المنافس التي تم تصنيعها محليًا في مدينة الباب الخدمة”.
وفيما يتعلق بعدد غرف العناية المشددة المجهزة لاستقبال المرضى، أوضح “الشيخ” أن “عدد أسرة العناية 123 في محافظة إدلب، و87 في ريف حلب، لكن أسرة العناية عادة تكون مشغولة بالأمراض المزمنة الاعتيادية”.
وفيما إذا كانت المشافي تمتلك الأجهزة اللازمة لفحص المشتبه بإصابته بالمرض أم أن الاختبارات تجرى في تركيا أجاب “الشيخ” أنه “نمتلك جهاز واحد للكشف عن الفيروس وموجود في مدينة إدلب، وشبكة الإنذار المبكر تشغلها منظمة ACU وهي تابعة للائتلاف وتعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة”.
وأشار “الشيخ” إلى أن “عدد الأفراد العاملين في المجال الطبي شمالي سوريا موزع على الشكل التالي: في إدلب 550، وفي حلب 350، لكن جميعهم لا يمتلكون اللباس الواقي من المرض”.
وفيما يتعلق بتسجيل أي حالة إصابة بالفيروس في الشمال السوري إضافة لعدد الاختبارات التي تم إجراؤها بيّن “الشيخ” أنه ” حتى تاريخ هذا التصريح أجرينا أكثر من 197 تحليل جميعها كانت سلبية، ولدينا ما يقارب خمسة آلاف اختبار للكشف عن المرض”.
وعن الاحتمالات المتوقعة من قبلهم بخصوص انتشار الفيروس من عدمه في الشمال السوري قال “الشيخ” إنه “نتمنى أن الإجراءات التي تم اتخاذها كافية لمنع المرض من الوصول إلى الشمال السوري، لكن إن حدث ذلك سنلاحظ ازدياد متدرج لعدد الحالات ثم صعود كبير بعدد الحالات، وقد لا نكون قادرين على التعامل معه خصوصاً فيما يتعلق بالمسننين ومن لديهم أمراض مزمنة”.
وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية التي قامت بها وزارة الصحة للوقاية من الفيروس ومنع تسلله إلى الشمال السوري، أكد “الشيخ” أنه “تم إغلاق المعابر مع النظام وقسد وتركيا، إلى جانب حملات التوعية التي نقوم بها، بالإضافة للملف الصحي الذي نعمل معه مع منظمة الصحة العالمية”.
وتحدث “الشيخ” عن أهم الاحتياجات اللازمة لمكافحة الفيروس والجهات التي تم التواصل معها بهذا الخصوص وقال، إنه “نحتاج لعدد إضافي من أجهزة التنفس الاصطناعي، وزيادة مصادر الأوكسيجين، ومعدات الحماية الخاصة بالكوادر الطبية التي لم تتوفر لدينا حتى الآن، إضافة إلى الدعم الغذائي للنازحين وزيادة المخصصات المائية”.
وأشار “الشيخ” إلى أن ” بعض الجهات تم التواصل معها واستجابت حيث كانت تركيا من بداية الدول التي قدمت لنا المساعدة الطبية لمنع وصول الفيروس إلى الشمال السوري، وهنالك عدة أطراف أبدت استعدادها لتلبية الطلبات”.
وتابع أنه “لدينا حالياً مشروع من صندوق الائتمان في درع الفرات وسنقوم بتركيب مراكز عزل وجهاز تحليل للفيروس وكيتات ومعدات حماية للكوادر الطبية، وهنالك أطراف أخرى وعدت بالمساعدة في مناطق أخرى”.
ووسط كل الإجراءات الصحية المتبعة للوقاية من الفيروس، تعمل المنظمات الإنسانية في الشمال السوري ومن بينها “فريق منسقو استجابة سوريا”، على توثيق أعداد السكان والنازحين، وتقييم الاحتياجات اللازمة لهم خاصة وسط المخاوف من انتشار فيروس “كورونا”.
وحول هذا الموضوع قال مدير “منسقو استجابة سوريا” المهندس “محمد الحلاج” لـ SY24، إن “الإجراءات لا تقتصر فقط على جهات حكومية بل هناك منظمات غير حكومية تعمل في الشمال السوري، ويوجد حملات توعية وهناك قرارات يتم تنفيذها على أرض الواقع”.
وأضاف “حلاج” أنه “نحاول قدر الإمكان ألا نكون على تواصل مباشر مع المدنيين في المنطقة، إذ يقتصر الأمر على حملات التوعية عن بعد والتي نحاول إيصالها لأكبر شريحة ممكنة بحيث لا يحدث أي ضرر، خاصة أننا نخشى أن يكون أحد عناصرنا مصاب لاسمح الله بالفيروس أو أحد المدنيين مصاب فتنتقل العدوى وتنتشر بشكل كبير جدا”.
وفيما يتعلق بإحصائيات الأهالي في الشمال السوري أوضح “حلاج”، أن “عدد السكان شمال غرب سوريا 4 ملايين نسمة إضافة لمناق درع الفرات وغصن الزيتون 2 مليون نسمة”.
وعن أهم الاحتياجات اللازمة للسكان هناك قال “حلاج” إنه” مع ازدياد الوباء تزداد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبيرجدا، فكنا سابقا نحاول تأمين الماوى والمساعدات الغذائية، واليوم بات همنا تأمين المياه النظيفة وتقديمها كون هناك نسبة كبيرة لا تحصل عليها إلا بصعوبة بالغة،إضافة للحاجة إلى تأمين معدات النظافة وتقديم مساعدات الحماية الشخصية مثل الكمامات والقفازات، في حين أن هناك مشكلة كبيرة نعاني منها وهي أن الكثير من المخيمات تقع بالقرب من مكبات الصرف الصحي ونحتاج إلى المياه والإصحاح لمعالجة هذا الأمر”.
وعن إحصائية المشافي التي دمرت وتضررت في الشمال السوري قال “حلاج”، إنه “وثقنا خلال الفترة السابقة حوالي 83 منشأة ما بين دمار كامل وبين أضرار جزئية وبين خروج عن العمل، عدا عن المنشآت التي سيطر عليها النظام”.
وعن المخاوف والمطالب في ظل الظروف الراهنة أكد “حلاج”، أن “مخاوفنا مرتفعة جدا ونسبتها أكثر من 90% من حدوث عدوى في المنطقة، ولذا نحن نطالب بتحسين الواقع الصحي خاصة أنه في حال كانت هناك حالة إصابة واحدة بالفيروس فإنها من الممكن أن تنهي المنطقة بشكل كامل كون الإصابات ستكون سريعة”.
وتابع أنه “حسب إحصائية عملنا عليا فإن إصابة شخص واحد من الممكن أن تؤثر على 2500 شخص، نتيجة الكثافة السكانية ونتيجة الإجراءات غير المكتملة في هذا الموضوع، ومن أجل ذلك نطالب بضرورة إجراءات حماية كبيرة، ودعم القطاع الطبي والصحي، ونطالب بنوع من تثبيت وقف إطلاق النار في المنطقة، حتى تفسح المجال لنسبة كبيرة من النازحين الذين مناطقهم خارج سيطرة النظام، حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم وبذلك نكون قد خففنا من أثر انتقال العدوى وخاصة في المخيمات”.







