لجأ العشرات من سكان العاصمة السورية دمشق، إلى بيع أعضائهم البشرية من أجل تأمين المال في ظل تفشي الفقر والبطالة نتيجة الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وسط عجز حكومة النظام عن إيجاد الحلول المناسبة للتخفيف من معاناة المواطنين.
وقال مراسل SY24 في دمشق، إن “عشرات الأشخاص قد لجأوا لبيع الكلى مقابل مبلغ مالي تجاوز الـ 7 آلاف دولار أمريكي، بسبب تدني الأوضاع المعيشية والمادية بشكل كبير”.
وأكد أنه “تم تسجيل ست حالات لبيع الكلى داخل عيادات خاصة في منطقة الحياة وسط العاصمة دمشق، وجميع الحالات هي لأشخاص تدهورت أوضاعهم المعيشية من أهالي ريف دمشق وحمص”.
وارتفعت وتيرة بيع الكلى في دمشق بعد انهيار الليرة السورية إلى مستوياتها تاريخيا، ووصول سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد لأكثر من 2450 ليرة، الأمر الذي أدى لارتفاع كبير جدا في الأسعار، وتدني الوضع الاقتصادي إلى مرحلة لم تشهد البلاد مثلها من قبل.
وقال الرجل الستيني “ياسر أبو مهند” في حديث خاص لـ SY24، إنه اضطر لبيع كليته الأسبوع الماضي بسبب اليأس الذي خيم عليه وعلى أفراد عائلته، نتيجة عدم قدرته على الحصول على المال وتأمين تكاليف المعيشة اليومية”.
وأضاف: “عانيت الكثير مع عائلتي بعد نزوحنا قبل ثلاث سنوات من مدينة حمص، ولم أتمكن من العمل بشكل متواصل أو ثابت، حيث اضطر للعمل في مجالات متنوعة وبشكل يومي، وهذا لا يكفيني ثمن الطعام والشراب فقط، علما أني أعيش في الإيجار”.
وأفاد “أبو مهند”، بأنه سمع في أحد أسواق دمشق الشعبية خلال وقفة عيد الفطر من أشخاص يتحدثون عن بيع الكلى كفرصة للحصول على مبلغ كبير، وعمل من وقتها في البحث عن طريقة للوصول إلى أحد الأطباء من أجل إجراء العملية حتى استطاع اللقاء بأحد العاملين في هذا المجال، وتم الأمر خلال ثلاثة أيام فقط.
وعن صعوبة الوضع المعيشي وندرة فرص العمل في سوريا، قال الخبير بالشأن التركي “مهند حافظ أوغلو” لـ SY24، إنه “في أقل من أسبوع سجل أكثر من 12 حالة بيع كلى في دمشق وحدها.. وما خفي أمرّ وافظع”، موضحا أنه “لا بد من تكاتف وتدخل دولي سواء سياسيا أو عن طريق البنك المركزي، لأن ملايين الناس يواجهون خطر المجاعة”.
ويعيش معظم السكان في سوريا ظروفا اقتصادية ومعيشية قاسية، ما دفع الآلاف منهم للتفكير بيع أعضائهم لقاء الحصول على المال، وذلك في سبيل المحافظة على حياة أطفالهم في هذه الظروف المتردية.








