بدأت في مناطق الشمال السوري ضخ العملة التركية من الفئة النقدية الصغيرة “الليرة”، وذلك بالتزامن مع الانهيار السريع الذي تشهده الليرة السورية مقابل الدولار.
وذكرت مصادر محلية أن مراكز البريد التركي PTT في شمال سوريا بدأت تضخ كميات كبيرة من العملة المعدنية (فئة ليرة تركية) في مسعى لتأمين الطلب المتزايد عليها بعد قرارات المجالس المحلية لاستبدال الليرة السورية بالتركية.
وقال رئيس الحكومة السورية المؤقتة “عبد الرحمن مصطفى” في تصريح خاص SY24، إنه “بعد تسارع انهيار الليرة السورية تم تكثيف اللقاءات مع الأخوة الأتراك لتدارك الأمر والحفاظ على ما تبقى من مدخرات الأخوة المواطنين باتخاذ الخطوة الأولى في مسيرة ضخ الفئات النقدية الصغيرة من العملة التركية في الشمال المحرر وهي خطوة ستتبعها المزيد من الخطوات”.
وأضاف “مصطفى” أن “المشروع ليس وليد اللحظة بل تم العمل عليه منذ أواخر العام 2019، ولكن كان يحتاج لمقومات وجهة توفر هذه المقومات كتركيا”.
وأكد “مصطفى” أن “الهدف ليس رفع الليرة السورية عن التداول وإنما المحافظة على القوة الشرائية للمواطن، إضافة لتوفير قطع نقدية من فئة الليرة التركية الواحدة للتداول اليومي، علما أن رواتب الموظفين في الحكومة والمجالس المحلية وفي الجيش الوطني كلها بالليرة التركية”.
وتعليقا على ذلك قال الكاتب التركي “جلال ديمير” لـ SY24، إن “الليرة السورية لم يعد لها أي قيمة أمام باقي العملات، وهذا يؤثر على اقتصاد السوق وعلى التجار وغيرهم، ونستطيع القول أن الشعب السوري في المحرر أمام خيارين إما التوجه نحو العملة التركية أو الدولار، وإذا اختاروا الدولار فلا أظن أنه سيكون هناك نجاح في سوق الاقتصاد فلذلك أظن أن الأفضل هو اختيار العملة التركية في السوق التجاري، والكثير من التجار طرحوا تبادل العملة التركية في تعاملاتهم”.
ورأى أنه “من المهم أن تعين تركيا لجنة مختصة بهذا الموضوع من أجل أن تقرر بعض القرارات في المناطق المحررة بما يخص تداول العملة التركية كي لا يحصل أي مشاكل، وهذا الأمر سيدعم السوق التركي والاقتصاد التركي وهذا سينعكس على دعم الليرة التركية، ومن الممكن أن يكون هناك بعض الصعوبات لكن بإمكان السوريين والتجار في المحرر تجاوز هذه الصعوبات”.
وأضاف أن “فرع البريد التركي PTT موجود منذ فترة في معظم المناطق المحررة بالشمال السوري، ومن الطبيعي أن تواصل الجهات المسؤولة في البريد التركي أن تأخذ التدابير اللازمة في هذا الخصوص وبدأ التعامل بالليرة التركية”.
أما المحلل السياسي التركي “عبد الله أوغلو” فرأى في حديثه لـ SY24، أنه “مع انهيار العملة السورية بشكل متسارع واتخاذ المجالس المحلية قرارات بالتعامل بالليرة التركية بدل الليرة السورية واعتماد التسعير وخاصة مادة الخبز بالليرة التركية، تولدت الحاجة إلى القطع النقدية الصغيرة مما دفع مراكز البريد PTT إلى تلبية احتياجات السوق وضخ كميات كبيرة من القطع النقدية الصغيرة لليرة التركية وهذا بالتأكيد سيخفف من آثار انهيار العملة السورية على أن يتم التحول إلى التعامل بالليرة التركية في كافة القطاعات والمجالات وخاصة الأجور والرواتب، وإلا سيكون تأثير العملية سلبياً على المواطنين وسيزيد من مأساتهم ومعاناتهم”.
يشار إلى أن الدولار الواحد تخطى عتبة الـ 2500 ليرة سورية في تداولات مساء أمس الثلاثاء، حيث تراوح سعر الصرف في العاصمة دمشق وحسب مراسلنا هناك بين 2750 للمبيع، و2650 للشراء.








