Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تحديات تواجه مربي النحل في ريف دمشق

خاص - SY24

يعاني مربو النحل في منطقة القلمون بريف دمشق، من صعوبات كثيرة أهمها الجفاف ونقص المساحات المزروعة ومواسم المزروعات الصيفية في الحقول، وتهجير قسم كبير من السكان، وتخريب مزارعهم، إضافة إلى انتشار الميليشيات المسؤولة عن معظم الجرائم التي ترتكب بحق السكان في المنطقة.

كما أدى قطع وتحطيب الأشجار على يد قوات النظام والميليشيات التابعة لإيران وحزب الله اللبناني، منذ بسط سيطرتها على المنطقة أواخر 2014، إلى تحويل المنطقة السهلية الخضراء إلى مساحات جرداء قاحلة أثرت على مهنة تربية النحل بشكل مباشر، وسبب انخفاض كبير في إنتاج العسل وتخلي عدد مربي النحل عن مهنتهم التي هي مصدر رزقهم.

يقول المهندس الزراعي “محمد حسين” تحتاج المهنة إلى جهود كبيرة من قبل مربي النحل ومتابعة دائمة، وتوفير الأدوية المناسبة والخلايا الخشبية ومستلزمات أخرى.

يضيف “الحسين” أن “مربي النحل بحاجة إلى تنقل دائم حسب المناخ طيلة فصول السنة لملاحقة الأزهار والمواسم الزراعية لتنتج الخلايا عسلاً بنكهات مختلفة وجودة عالية”.

يقول النحال “أبو عماد” من مزارعي القلمون بريف دمشق، إنه ينقل خلايا نحله مع نهاية شهر أيلول وانخفاض درجات الحرارة من المناطق الجبلية الباردة في رنكوس إلى مناطق أكثر دفئاً باتجاه الغوطة لأن البرد يسبب موت النحل.

ارتفعت تكاليف نقل النحل هذا العام كثيراً بسبب فقد المحروقات وارتفاع أسعارها، حيث يدفع أبو عماد في كل مرة مبلغ مئة ألف ليرة سورية أجرة نقل للسيارة، بينما كانت الأجرة في الأعوام الماضية عشرة آلاف ليرة فقط.

كما يحتاج مربي النحل إلى موافقة أمنية من الأمن العسكري ودفع مبالغ مالية في كل مرة يتم فيها نقل الخلايا، كل هذه الصعوبات أثرت على مهنة تربية النحل وتخلى عنها كثيرون من أبناء المنطقة، إضافة إلى تعرض الخلايا إلى السرقة، كما حدث مع أبو عماد العام الماضي من قبل مجهولين رغم وجود الحواجز العسكرية التابعة للنظام وميليشيا حزب الله اللبنانية، يقول إنه لم يعد يأمن على وجود خلايا النحل بسبب فقد الأمان وكثرة السرقات وتكلفه عناء النقل من مكان إلى آخر دون جدوى.

يخبرنا أنه قديماً كان ينقل النحل في كل المحافظات تبعاً لموسم الزهر، من الغوطة إلى الساحل ثم حمص والغاب وجبال القلمون وغيرها من المناطق ولم تكن التكلفة كبيرة مثل الآن.

صعوبات إضافية

أصبح مربو النحل يعتمدون على السكر كغذاء للنحل في فترة انقطاع الزهر، بسبب نقص المساحات الخضراء وصعوبة تنقل النحل بين المدن، وزاد ارتفاع أسعار السكر من تكلفة تربية النحل، تحتاج منحلة من 10 خلايا إلى 200 كيلو سكر لكل خلية 20 كيلو بالسنة، يوضع على دفعتين ثمن كيلو السكر ثلاثة آلاف ليرة، هذه التكلفة لا تتناسب أبداً مع كمية الإنتاج، ويقارن مربو النحل بين كميات الإنتاج سابقاً وبين ما تنتجه الخلايا اليوم في ظل تلك الصعوبات، حيث بلغ متوسط إنتاج الخلية اثنين كيلو عسل فقط هذا العام، بينما كانت تنتج خمسة كيلو العام الماضي.

يشار إلى أن سعر كيلو العسل يتراوح بين 35 – 40 ألف ليرة سورية، حسب الجودة.