Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ميشيل كيلو: الروس خسروا موقعهم الدولي والغرب لن يسمح لهم باستعادته

المعارض السوري ميشيل كيلو

أسامة آغي – SY24

لا تفسير للهجمات الوحشية الروسية على الغوطة الشرقية أو غيرها من مناطق سورية سوى أن دافع هذه الهجمات هو عدم الثقة لدى الروس بقدرتهم على إدارة الصراع في سورية وفق استراتيجيتهم، وتحديداً بعد إعلان الأمريكيين عن “اللاورقة الأمريكية” ذات النقاط الخمس، وبعد فشل مؤتمر سوتشي الذي بنى الروس عليه آمالاً كبيرة.

ولإضاءة الوضع الذي تمر به القضية السورية ننقل لكم إجابات السيد ميشيل كيلو على أسئلة وجهها إليه أعضاء في الهيئة السياسية في حمص

الروس والغرب إلى تصعيد متزايد

يقول السيد ميشيل كيلو في إجابته: “شكّل فشل سوتشي للروس ضربةً حقيقية لذلك قاموا بالهجمات العسكرية غير المسبوقة لتحسين ظروفهم حيال أيّ سياسة أمريكية قد تتبلور مستقبلاً، وكذلك حيال الثورة التي كشفت الروس بأنهم ليسوا سادة الميدان”.

وأضاف كيلو: “الروس متخوفون من قيام الولايات المتحدة بضربة جديدة ضد النظام السوري، وهناك مؤشرات على ذلك، منها الحشد البحري والبري، الروس خائفون من التحدي (تحدي الغرب)، فالأمريكيون يريدون أن يوزعوا الحصص ولن يسمحوا للروس أن يفعلوا ذلك”.

وأوضح كيلو: “بدون أيّ شكٍ هناك تصعيد في الجو الدولي بين الروس والغرب، والغرب متضايق من روسيا لأنها تستخدم القوة كدبلوماسية من أجل تحقيق مصالحها، وقد يضطر الغرب إلى وضع قوة مقابل القوة الروسية، فالأمور تتجه إلى التصعيد المتزايد، والكل يعرف أن الروس يقاتلون من أجل موقع لهم في النظام الدولي، وهذا ما لن يسمح به الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وهم (أي الروس) غير قادرين على التحدي العسكري للغرب”.

ما تحتاجه الهيئة السياسية للثورة

أما حول مهام ودور الهيئات السياسية للثورة في الداخل يقول السيد ميشيل كيلو: “ينبغي أن يكون للهيئة السياسية سياسة واضحة تجاه الثورة في سورية، فالثورة هي ثورة حرية ولا تريد أن تُقيم نظاماً إسلامياً أو غير إسلامي، هدف الثورة هو الحرية فلا يجوز أن يخالط هذا الهدف أيّ هدف آخر، الحرية للفرد والديمقراطية للمجتمع والدولة”.

وعن إدارة الهيئة السياسية للمناطق المحررة أوضح السيد “كيلو”: “قبل كل شيء ينبغي أن تتحدوا جميعاً، اتحدوا حول برنامج سياسي وبرنامج عمل واضح، برنامج يقبل التطبيق في ظروف سورية الراهنة، وأرجعوا بهاء الحراك السلمي، انظروا إلى السوريين كسوريين فهم داخلاً وخارجاً سوريون وينبغي التفاعل معهم ومعرفة حاجاتهم وطرق إدارتها”.

لدينا قضية وليس مشكلة كردية

وحول سؤال عن وضع الأكراد في مستقبل سورية يقول الأستاذ ميشيل كيلو: “لدينا في سورية قضية كردية، وليس مشكلة كردية، كما يحاول حزب PKK أن يجعل منها مشكلة لدى السوريين، الكرد السوريون يتقاطعون مع القضية السورية بنقطتين جوهريتين وهما المواطنة المتساوية التي سيحصل كل السوريين والكرد جزء منهم، والنقطة الثانية هي انضواء الحقوق الكردية حقوق الجماعة أو القوم في إطار الدولة والمجتمع السوريين، باعتبارها جزءاً من الحقوق الوطنية الديمقراطية التي وعدتنا بها الثورة”.

وتابع: “لذلك بيننا وبين الأكراد تطابق بالنقطتين، أما حزب الـ PKK فهو يريد أن يجعل القضية مشكلةً غير قابلة للحل بغير القوة، والـ PKK ينظر إلى العرب بعين المتشكك وهو يعتبرهم مستبدين للأكراد، لكن القضية الكردية هي جزء من القضية الوطنية السورية، وستحل بالحوار دون أدنى شك”.

لا أؤمن بالمنصات

وحول اجتماع جرى في برلين وحضره السيد ميشيل كيلو وفيما إذا كان تحضيراً لتشكيل منصة يقول السيد كيلو: “لن تُشكلَ منصة، ولا أؤمن بالمنصات، فالمنصات تتشكل بطلبٍ من دولٍ أجنبية، ونحن مع منع التدخلات بشؤون الثورة السورية ونبحث عن وحدة خطابها دون منصات، وهذا لن يحدث دون وجود نظرة نقدية واستشرافية”.

وتابع: “لذلك ينبغي أن تكون سياستنا تقوم على منع العالم من أن يفرض علينا رؤيته، وهذا يحتاج إلى تحقيق وضع ذاتي يقنع العالم بأن مصالحه لن تتحقق بدون أن نحصل على حقوقنا، لذلك لا بدّ من الاعتراف أن من مثّلَ الشعب السوري من المعارضة لم ينجحوا لأنهم لم يخدموا الثورة والقضية السورية، ولم يستطيعوا أن يعملوا سياسات استشرافية، ولم يقدروا على بلورة مفهوم واضح ومتماسك، ولم يقدموا للثورة خطةً ولا برامج، ولم يرسموا لها استراتيجية، فكانت النتيجة سياسات متقطعة غير بناءة لها طابع إلحاقي للأحداث، إضافة إلى التدخلات الخارجية والمال السياسي وغير ذلك من العوامل”.

وأوضح كيلو: “الثورة لا تنتصر ببرنامجين متناقضين أحدهما مسلح والآخر أعزل، بل تنتصر ببرنامج واحد يعتمد على مفهوم المقاومة بقيادة واحدة وبرنامج سياسي واحد، أنا ضد العسكرة ولكني أدعو إلى المقاومة”.