Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

قرية في دير الزور تمنع تشغيل حراقات النفط لهذه الأسباب

خاص - SY24

نظراً لما تسببه عملية تكرير النفط، باستخدام وسائل بدائية، من أمراض وآثار سلبية على المواطنين والبيئة، أعلن مجلس بلدية في ريف ديرالزور الغربي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، عدم السماح بتشغيل حراقات النفط بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان.

مجلس بلدية قرية “الصعوة”، أشار إلى أن قرار منع تشغيل حراقات النفط بالقرب من قريتهم، جاء نتيجةً للارتفاع الكبير في عدد الوفيات لدى الحيوانات والمواشي المحلية، بسبب تعرضهم للدخان الناتج عن عملية حرق النفط، ناهيك عن الأضرار والآثار السلبية التي يخلفها هذا الدخان على المحاصيل الزراعية في المنطقة.

وذكرت مصادر محلية، أن عدد الحراقات التي تعمل على تكرير النفط بطرق بدائية في ريف ديرالزور الغربي، قد ارتفع بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، وخصوصاً في منطقة السرير النهري المحاذية لنهر الفرات وبالقرب من المنازل  السكنية في قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي.

ولفتت المصادر ذاتها، إلى إصابة عدد كبير من السكان المحليين بأمراض صدرية نتيجة استنشاقهم الدخان الناتج عن عملية حرق النفط بطريقة بدائية أثناء تكريره في هذه الحراقات، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية التي تسببها عملية التكرير مثل مرض “اللشمانيا”، والذي انتشر مؤخراً في قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي، وخصوصاً لدى العاملين في الحراقات النفطية.

ولاقى القرار ترحيبا كبيرا من قبل أهالي قرية “الصعوة”، مؤكدين أن “عملية تكرير النفط بهذه الطرق البدائية يجب أن تتم خارج المناطق السكنية، وبطريقة منظمة، وتحت إشراف مختصين معنيين، نظراً لما تسببه هذه العملية من أضرار سلبية على صحة المواطنين والعاملين عليها على حد سواء، وأيضاً لما تخلفه من أضرار وآثار سلبية على البيئة والمحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية”.

“أبو صخر” أحد سكان قرية “الصعوة” وعامل سابق في إحدى حراقات النفط، قال إنه اضطر لترك العمل في مجال الحراقات النفطية على الرغم من حاجته الماسة للعمل، بسبب “إصابته بالتهاب حاد بالقصبات الهوائية نتيجةً لتعرضه المستمر للدخان الناتج عن عملية حرق النفط لفترات طويلة”.

وفي حديثه خاص مع منصة SY24 قال: “كل من يعمل في مجال تكرير النفط بطريقة بدائية يعلم المخاطر التي تسببها هذه العملية على صحته، وأيضاً الآثار السلبية طويلة الأمد على جسم الإنسان، والتي يسببها ملامسة العاملين للنفط بشكل مباشر دون اتخاذ أي إجراءات صحية ووقائية”.

وأضاف أن “المبالغ المالية التي تدرها عملية تكرير النفط مغرية جداً، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها أغلب سكان ريف ديرالزور الغربي وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، ما يدفع أغلب الشباب للعمل في هذا المجال الخطر”.

وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على أغلب حقول النفط والغاز المنتشرة في مناطق شمال شرقي سوريا، وخصوصاً في ريف ديرالزور الشرقي مثل حقل العمر  النفطي وحقل كونيكو للغاز، والتي تتخذها القوات الأمريكية مقرا لها، بالإضافة إلى حقول النفط والغاز في منطقة رميلان والشدادي وغيرها في ريف الحسكة.

ويعاني أهالي المدن والبلدات في شمال شرقي سوريا من صعوبة في تأمين المشتقات النفطية، إضافة لارتفاع سعرها في السوق المحلية وفي السوق السوداء، وذلك بسبب الفساد الكبير المستشري داخل مؤسسات وهيئات “الإدارة الذاتية”، الأمر الذي يدفعهم للاعتماد بشكل شبه كامل، على المحروقات التي تنتجها الحراقات النفطية البدائية المنتشرة في مناطق سيطرة “قسد”.