Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في زمن التكنلوجيا هل مازال الكتاب خير جليسٍ في الأنام؟

جلنار عبد الكريم – SY24

بات من الأسهل علينا أن نتصفح الإنترنت ونقوم بتحميل أي كتابٍ بصيغة (pdf)، من أن نقصد إحدى المكتبات العامة، لشراءِ أو استعارة كتابٍ نود قراءته.

هذا هو واقع الحال الآن، في زمن تطور التكنلوجيا، وعصر الإنترنت، وتواجدنا شبه الدائم على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يبقى اختلاف الشعور بين من يقرأ الكتاب عبر لوحة إلكترونية، وبين من يتلمس صفحات الكتاب العادي، فالأخير يشعر بلذةٍ لن يشعر بها إلا من استيقظ صباحاً، ليرى الكتاب فوق صدره بعد أن استغرق في النوم وهو يقرأ ويتخيل تفاصيل الرواية.

“ليلى هاشم” طالبة جامعية، تدرس في كلية الصيدلة، قالت ل SY24: “إنني أحب قراءة الكتب الورقية، حتى أنني أهدي أصدقائي في كل مناسباتهم كتباً ورقية، لأنني أعتبر الكتاب الورقي في زمن الانترنت، هديةً قيمة، وقلائلٌ هم من يتهادونها، فقد أهديتُ صديقتي مؤخراً، كتاباً للأديب “نجيب محفوظ” لأني أرى أن الكتاب في هذه الأيام هدية تُعبر عن مكانة الشخص الكبيرة لدى الآخر”.

وأضافت “هاشم”: “أعمل على تنظيم وقتي دوماً، ليتسنى لي قراءة الكتب الورقية، دون أن أهمل دراستي الجامعية”.

بدوره “مراد سليمان” وهو موظف بإحدى الدوائر الحكومية، قال لـ SY24: “أتذكر أن آخر كتاب قرأته كان في أيام دراستي في المعهد، أي منذ أكثر من خمس سنوات تقريباً، فأنا أفضل قراءة الكتب الإلكترونية”.

وبرر سليمان قائلاً: “”لا أملك الوقت الكافي، لقراءة الكتب الورقية، بل أصبحت لدي عادة، أن أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، كموقع “فيسبوك” بعد عودتي من عملي، وأقوم في الوقت ذاته، بتحميلِ كتبٍ وفتحِ ملفات، فضلاً عن أنني أرى أنه من الأسهل لي، أن اقرأ عبر الهاتف الذكي مباشرة، أو عبر شاشة الكومبيوتر، خاصةً أن القراءة من خلال الهاتف أو الكومبيوتر، تساعدني وتسهل لي قراءة الكتب، وتحديداً في الظلمة والانقطاع الدائم للكهرباء، فلو كنت أتصفح الكتب الورقية، فمن المؤكد أن ألجأ للقراءة أمام الشمعة”.

من جهته “وليد سمعان” صاحب مكتبة أوضح لـ SY24 وجهة نظره بخصوص تراجع إقبال الناس على شراء الكتب الورقية قائلاً: “في الماضي كان يتم استعارة الكتب من فرع اتحاد الكتاب العرب، أو من المركز الثقافي في المدينة، أو شراء الكتب من المكتبات العامة، من قِبل من هم مولعون بالمطالعة واقتناء الكتب، فالأغلبية كانوا يقصدون المكتبات لشراء الكتاب بعد أن يقرأونه وينال إعجابهم، ليبقى مرجعاً لديهم في مكتبة المنزل الخاصة بهم”.

ويضيف “سمعان” أن ١٠ ٪ فقط من زبائن المكتبة لديّ، يقتنون الكتب بهدف الاستفادة والاستمتاع بالقراءة، وعزا “سمعان” قلة شراء الكتب من المكتبات لأسبابٍ عدة، أهمها تدخل التكنولوجيا في الحياة الحالية، والظروف النفسية والمادية للناس، وظروف الحرب في البلاد، فضلاً عن غلاء أسعار الكتب التي تتراوح بين 500 إلى 5000 آلاف ليرة سورية، بسبب استيرادها من المحافظات الأخرى گ (دمشق وحلب).

واستطرد “سمعان” قائلاً: “أعمل في مهنة بيع الكتب منذ ما يقارب 25 عاماً، استطعت خلال هذه الأعوام أن أدرك القيمة الحقيقية للكتاب الورقي، فهو ثروة حقيقية للقارئ، وأتمنى أن يُثمن الناس القيمة الكبيرة للكتاب، فمن يدرك القيمة الحقيقية له، لن يبتعد عنه مطلقاً، حتى في زمن انفتاح المجتمع، وتطور التكنلوجيا، فالمعلومة من الكتاب تكاد أن تكون “ذهباً”.

الكثير منا قد قضى الساعات الطوال والليالي في مطالعة صفحات الكتب الورقية، فأحس بالارتباط الجميل بين أوراق الكتاب، ونفس القارئ، حيث تبقى الروح معلقة بين السطور لحين الانتهاء من آخر صفحة منه، في حين أن هذا الشعور الجميل، لا ينتابنا أثناء القراءة والمطالعة إلكترونياً.