Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

معاناة يومية يعيشها مربو الأغنام في الرقة

خاص - SY24

يوماً بعد يوم تزداد معاناة مربو الأغنام في مدينة الرقة نتيجة القحط وقلة الأمطار، الأمر الذي أدى  إلى نفوق عدد كبير من الأغنام وفقدان الثروة الحيوانية، التي تعد من الركائز التي يُعتمد عليها للبقاء والاستمرار في الحياة المعيشية شرقي سوريا.

“صالح عيدان” رجل ستيني وأحد مربي الأغنام في مدينة الرقة، نقل لمنصة SY24 معاناة المئات من مربي الأغنام الذين يعانون حالياً صعوبة في تربية مواشيهم وتأمين مستلزماتها وعلفها. 

وقال “عيدان”: “ندفع حالياً نحو 1000 ليرة سورية ثمن كيلو واحد من علف القمح (التبن)، و1400 ليرة ثمن علف الشعير”، مشيرا إلى أنها “أسعار خيالية لم نكن نتوقع أن ندفعها يوماً ما”. 

 

وأوضح “عيدان” أنه توارث مهنة تربية الأغنام عن أبيه وجده، وأنه كان يمتلك وحده دون إخوته نحو 750 رأس غنم في العام 2012، لكنها الآن لا تتجاوز الـ 150 رأساً فقط، بسبب مالحق بها من جوع وكوارث اضطرته لبيع قسم منها، إضافة إلى نفوق القسم الآخر خصوصاً في رحلة النزوح 2016-2017. 

وفي هذا الجانب يقول “عيدان”: “كنت أعيش في بادية السبخة حيث المراعي الشاسعة والخير الوفير، لكن سيطرة قوات النظام على مناطقنا اضطرتنا للهروب إلى ريف الرقة الشمالي وفقدنا نحو 100 رأس غنم في تلك الفترة”. 

وشهدت المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام في ريف الرقة الجنوبي، هجمات كثيرة على مربي الأغنام وتنفيذ انتهاكات كبيرة بحقهم، تمثلت بقتل أغنامهم بشكل مباشر من قبل المليشيات الإيرانية المتواجدة هناك. 

وسُجلت نحو خمس هجمات كبيرة في بادية الرقة الجنوبية على الأغنام، التي تم ذبحها بالسكاكين وإطلاق الرصاص بشكل مباشر عليها، الأمر الذي دفع العشرات من مربي الأغنام لترك تلك المنطقة، ناهيك عن هجمات تنظيم “داعش” عليهم أيضاً، حسب مصادر محلية متطابقة. 

ويعتبر “التدني في أسعار المواشي بشكل عام” هو العنوان الأبرز هذه السنة مقارنة بالأعوام السابقة، في حين يعزو “عيدان” السبب إلى قلة الأمطار أولاً، وغلاء الأعلاف وإغلاق المعابر ثانياً. 

وحسب المصادر، فقد تدنى سعر الأغنام لنحو الربع مقارنة بسعرها الأصلي بعد أن بيع رأس الغنم سابقاً بما يقرب الـ 200 دولار، بينما يُباع اليوم بنحو 50 دولارا فقط، خاصة بعد قرار ما تسمى “الإدارة الذاتية” التابعة لقوات “قسد” بمنع تصدير الأغنام مطلع العام 2020، الأمر الذي زاد من صعوبة تجارة الأغنام وتدني أسعارها حتى وصلت إلى ماوصلت إليه. 

 ويعتمد معظم مربو الأغنام على استئجار الأراضي من أصحابها المخصصة للرعي أصلاً أو ما يُعرف اصطلاحاً بـ “الضمان”، ومعناه أخذ مربي الأغنام الأرض لفترة محددة لترعى أغنامه المحصول المزروع بالشعير أو القمح أو نبتة” الفصة” المخصصة لرعي الأغنام، بسعر كان متعارف عليه بأنه وسطي ومناسب لكلا الطرفي، أما اليوم فقد ارتفع سعر “الضمان” إلى 300% عن سعره السابق والمتعارف عليه، فقد كان “ضمان” دونم واحد من “الفصة” يُقدر بنحو 17 دولارا، لكنّه تجاوز اليوم الـ 65 دولارا، وهذا شكل فارق كبير جداً بين سعر الأغنام وبين مصدر تأمين علفها وإطعامها، حسب تقديرات مصادر أهلية من المنطقة. 

ويناشد مربو الأغنام “الإدارة الذاتية” فتح المعابر لتجارة الأغنام والمنظمات الإنسانية التي تُعنى بالشأن الزراعي والحيواني، أن تقدم لهم دعماً علفياً وعلاجياً كما حصل في قُرى الريف الشمالي والغربي من المدينة، حيث اطلقت منظمة “شباب أوكسجين” حملة لمعالجة الأغنام وتقديم اللقاحات لمئات الأغنام في ريف الرقة الشمالي، إضافة لإطلاق منظمة “بُهار” حملة مماثلة وافتتاحها أيضًا معملاً للأعلاف المركبة في المدينة، والذي يقدم العلف مجاناً لكن بكميات قليلة نظراً للعدد الهائل للأغنام في الرقة.