في مخيمات الشمال.. كيف تحضر النسوة طعام الإفطار في رمضان؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تتسع خيام النازحين لضيفهم شهر رمضان، رغم ضيق مساحتها، وتحتال النسوة على ظروفهن المعيشية الصعبة، بخلق طقوس رمضانية لعائلاتهم كانوا قد اعتادوا عليها في منازلهم سابقاً، كنوع من التأقلم مع الظروف الحالية. 

في رابع موسم رمضاني تقضيه السيدة الأربعينية “أم حسام” اسم مستعار، في خيمتها شمالي إدلب، تمضي أيامها مع عائلتها، بينما كانت تأمل أن يكون في منزلها بريف إدلب الجنوبي، الذي نزحت منه قبل عدة سنوات مع أهلها وأولادها وبين أقاربها. 

عدسة مراسلتنا “لارا زعتور” جالت أحد المخيمات، وكانت بضيافة عدد من الأمهات، ورافقتهن في مطابخهن المتواضعة ضمن الخيام، للوقوف على تحضير وجبات الإفطار، رغم ظروفهن المعيشية الصعبة خلال شهر رمضان.

حضّرت “أم حسام” طبقاً من حساء العدس لعائلتها فهو طبق محبب لأطفالها، كما أنه سهل التحضير ومكوناته متوفرة لديها، تقول لنا “أحرص على طبخ أصناف الطعام التي تكون مكوناتها متوفرة في السلة الإغاثية   كالعدس والبرغل والأرز، والمعكرونة، فيما أشتري الخضار من الدكان لصنع السلطات أو الفتوش”.

أجبرت الأوضاع الاقتصادية المتردية، التي يعيشها عدد كبير من قاطني المخيمات على التقنين في كل شيء، و التأقلم مع ضيق العيش، في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل كحال عائلة” أم حسام” و مئات الأهالي مثلها.

والوقت الذي استطاعت فيه طهي طعامها على الغاز المنزلي في خيمتها، تعذر ذلك على جارتها “أم صبحي” كما عرفتنا عن نفسها، التي تعتمد إلى اليوم في صنع طعامها على استخدام “بابور الكاز” بسبب ارتفاع أسعار الغاز المنزلي الذي قارب سعر الاسطوانة 200 ليرة تركية.

تقول “أم صبحي” وهي نازحة من ريف حماه الغربي، تقيم منذ سنوات في ذات المخيم، إنها تضطر لاستخدام البابور رغم خطورته في الخيمة كونه يعتمد على الكاز سريع الاشتعال، فهو غير آمن للاستخدام المنزلي ولكن لا بديل عنه في ظل غلاء الغاز.

تحضر “أم صبحي” طعام الفطور لعائلتها مبكراً، كي يتسنى لها الجلوس خارج الخيمة وفتح شوادرها ليخرج منها الدخان ورائحة الكاز قبل موعد الإفطار.

في خيمة أخرى، على الطرف الثاني من المخيم، زرنا السيدة “سعاد” اسم مستعار، التي استقبلتنا بحفاوة كونها تحب الضيوف كثيراً، أخبرتنا عن شهر رمضان الذي كانت تعيشه مع عائلتها وأقاربها في ريف حلب، قبل نزوحها إلى المخيمات تقول لنا :” كانت موائدنا عامرة، يجتمع حولها كل العائلة والأهل، ويتشاركون طعام الإفطار طمعاً في كسب الأجر والثواب، أما اليوم فقد بات كل شخص في مكان، وأصبحت سفرنا خالية من الفرحة واللمة”.

 

في زاوية من الخيمة، جلست أمام موقد محلي الصنع، يعمل على الحطب، لتعذر امتلاكها غاز منزلي لطهي الطعام، ووضعت القدر على الموقد لتحضير وجبة الإفطار مستعينة ببعض القطع البلاستيكية والأوراق لإشعال النار، فيما غطى “الشحار” المتصاعد من الموقدة طنجرة الطعام. 

تعيش “سعاد” مع أطفالها الثلاثة، تحضر لهم طعام الإفطار، وتحرص  في كل مرة  على عزيمة أحد جيرانها لمائدتها كي تشعر ببركة الشهر كما أخبرتنا.

تقضي معظم النساء في المخيم أغلب وقتهن في صنع أطباق من الطعام لعوائلهن، متغلبين على ظروفهم القاسية، والبسمة تعلو وجوههن، بانتظار أذان المغرب ليصدح من المساجد، معلناً نهاية يوم من الصيام في أحد مخيمات الشمال.

مقالات ذات صلة