Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ظاهرة عمالة الأطفال تغزو مدن وبلدات ريف ديرالزور

خاص - SY24

تشهد مدن وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الأطفال المتسربين من المدارس و الملتحقين بسوق العمل المحلية، وذلك نتيجة تردي الأوضاع المعيشية لذويهم واضطرارهم للعمل من أجل مساعدتهم في تأمين مستلزمات الحياة اليومية، وسط الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعاني منها المنطقة عموماً.

 

حيث يضطر معظم هؤلاء الأطفال للعمل في مهن صعبة وشاقة لا تتناسب مع أعمارهم وأحجامهم الصغيرة، مقابل أجور مالية زهيدة نسبياً مقارنةً بطبيعة العمل والمخاطر المترتبة عليه، ما تسبب في إصابة معظم هؤلاء الأطفال بجروح خطيرة وفقدان بعضهم لحياتهم نتيجة هذه الأعمال الخطرة التي اضطروا للعمل بها في سن مبكرة.

 

ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس والتحاقهم بسوق العمل تعد من أخطر الظواهر التي تهدد مستقبل المنطقة عموماً، لارتفاع عدد الأطفال غير الملتحقين بالصفوف المدرسية وارتفاع نسبة الأمية بينهم، وأيضاً بسبب تعاطي هؤلاء الأطفال للمخدرات والمشروبات الكحولية في سن مبكرة نتيجة غياب الرقابة العائلية عليهم، واختلاطهم بأشخاص أكبر سناً منهم أثناء ممارستهم لأعمالهم.

 

“ماهر الحجي”، صاحب ورشة للحدادة وميكانيك السيارات في ريف ديرالزور، أوضح أن “عدد الأطفال الذين يأتون يومياً بحثاً عن عمل، كبير جداً بسبب الأوضاع المعيشية التي يعاني منها أهالي المنطقة عموماً، وارتفاع كبير في عدد العائلات التي فقدت معيلها بسبب الحرب التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية”، على حد تعبيره.

 

وقال الحجي في حديثة لمنصة SY24: “يعمل لدي أربعة أطفال تحت سن 15 مقابل أجر مالي مناسب لطبيعة عملهم وعمرهم، على الرغم من أن الورشة التي أملكها لا تستوعب هذا العدد من العمال ولكني اضطررت لتوظيفهم لعدم وجود معيل لهم، ومن أجل إبعادهم عن الشوارع والآثار السلبية المترتبة عن اختلاطه بأشخاص سيئين”.

 

وأضاف أن “الوضع الاقتصادي في عموم المنطقة سيئ للغاية والرجال لا يجدون فرص عمل حقيقية وقادرة على تأمين مستلزمات الحياة اليومية لهم و لعائلاتهم، ولذلك يضطر البعض لإخراج أطفاله من المدرسة والدفع بهم إلى سوق العمل لمساعدته في سد احتياجات عائلته التي تزداد مع ارتفاع الأسعار”.

 

وتسببت بعض الأعمال الشاقة التي يمارسها الأطفال دون سن 16 من العمر في إصابة عددٍ كبيرٍ منهم بعاهات دائمة أو أمراض مزمنة، ولاسيما الأطفال الذين يعملون في حراقات النفط وتكرير المحروقات بطريقة غير نظامية، والتي تسبب أمراضاً مزمنة في الجهاز التنفسي لهؤلاء الأطفال نتيجة استنشاق الغازات الناجمة عن عملية التكرير.

 

الناشط المحلي “سليمان العلي”، اتهم الجهات التي تدير المناطق في شمال شرق سوريا، بالتقاعس في حماية الأطفال الذين اضطروا للعمل في مهن شاقة من أجل إعالة ذويهم، وطالب “الإدارة الذاتية” بـ”تأمين ظروف معيشية أفضل لهم من أجل إعادتهم إلى مقاعدهم الدراسية، وإخراجهم من سوق العمل وتحسين أوضاعهم المعيشية لضمان مستقبل جيد وآمن لهم”.

 

وقال العلي في حديثه لمنصة SY24: “من أجل القضاء على ظاهرة عمالة الأطفال في المنطقة لابد أولاً من تأمين فرص عمل جيدة ومناسبة لذويهم تكون كافية لسد احتياجات العائلة الأساسية، ومن ثم يجب وضع هؤلاء الأطفال في مراكز إعادة تأهيل خاصة بهم من أجل إعادة تأهيلهم دراسياً، وإزالة كافة الرواسب الفكرية التي تعلموها خلال فترة عملهم”.

 

ولفت إلى أنه “لابد من تحسين الواقع التعليمي للمنطقة وتوظيف بالمزيد من المعلمين وإعادة تأهيل المدارس والمراكز التعليمية القادرة على استيعاب عدد الطلاب الكبير في المنطقة، وأيضاً فتح دورات تثقيفية للأهالي من أجل حماية أطفالهم من الآثار السلبية الناجمة عن العمل في مهن شاقة وأهمها الإصابات الخطرة والعاهات الدائمة وتعاطي المخدرات”.