Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الميليشيات تجبر الشباب بديرالزور على الالتحاق بصفوفها.. كيف تفعل ذلك؟

خاص - SY24

أعلنت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني فتح باب الانتساب إلى صفوفها في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، بعد عدة أشهر من إيقاف جميع النشاطات المتعلقة بتجنيد مقاتلين محليين في المنطقة عقب تعرض العديد من مقراتها وقادتها لـ هجمات وغارات جوية إسرائيلية، وخوفها من تسلل مخبرين  إلى صفوفها ونقل معلومات عن تحركاتها وقادتها لها.

 

الميلشيا باشرت بضم الشباب من مختلف الأعمار إلى صفوفها مقابل راتب شهري يصل إلى “ربع مليون ليرة سورية” وسلة غذائية يتم تقديمها له منتصف كل شهر، بالإضافة إلى تقديم رواتب إضافية للرجال الذين يملكون أطفالاً دون سن 14 ويقوم بتسجيلهم لدى المركز الثقافي الإيراني والسماح لهم بتلقي دروس في الديانة الشيعية.

 

فتح باب الانتساب إلى صفوف الميليشيات الإيرانية تزامن مع بدء قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة له بحملة للتجنيد الإجباري استهدفت الشباب داخل المدينة وفي الريف المحيط بها، حيث تم اعتقال عشرات الشباب بشكل عشوائي ونقلهم إلى مقر الشرطة العسكرية تمهيداً لترحيلهم إلى دمشق أو حلب بغرض فرزهم إلى نقاط التماس مع مناطق سيطرة المعارضة السورية في الشمال المحرر.

 

مراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور أشار إلى وجود اتفاق ضمني بين قيادة اللجنة الأمنية والعسكرية في المدينة وبين قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني من أجل إجبار شباب المدينة على الالتحاق بصفوفها، بعد رفض العديد منهم ذلك وتفضيلهم الانضمام إلى الميليشيات الروسية وميليشيا الدفاع الوطني، وذلك بسبب تكرار تعرض المليشيات الإيرانية لـ “هجمات وغارات جوية من قبل الطيران الإسرائيلي تسبب بمقتل عشرات العناصر المحليين والأجانب”.

 

المراسل أكد، نقلاً عن مصادر داخل ميليشيا الحرس الثوري، أن قيادتها شددت على قبولها جميع من ينضم إليها وبالذات المطلوبين لأداء الخدمة الإجبارية في جيش النظام أو الملاحقين أمنياً بتهم جنائية أو أمنية، وإعطائهم بطاقات خاصة تسمح لهم بالتجول داخل المدينة وخارجها دون أن يتم اعتقالهم أو ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية، وذلك مقابل تنازلات يقدمها للميليشيا تتعلق بتغيير ديانته إلى الشيعية أو السماح لأبنائه وأفراد عائلته بتلقي دروساً في الديانة الشيعية داخل المراكز الثقافية أو الحسينيات المنتشرة داخل المدينة والريف المحيط بها.

 

عشرات الشبان المطلوبين لأداء الخدمة الإجبارية فضلوا الهرب باتجاه مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الالتحاق بصفوف قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، ودفع مبالغ مالية طائلة لميليشيا الفرقة الرابعة وميليشيا الدفاع الوطني اللتان تسيطران على المعابر النهرية غير الشرعية التي تربط مناطقهم الضفة المقابلة لنهر الفرات للسماح لهم بالعبور إليها.

 

في حين تسعى ميليشيا الحرس الثوري الإيراني عبر فتح باب الانتساب إلى صفوفها لتعويض خسائرها البشرية الكبيرة التي منيت بها سابقاً، إن كان بفعل القصف المتكرر الذي تتعرض له مقراتها ومواقعها العسكرية من قبل الطيران الاسرائيلي، أو بسبب الهجمات التي ينفذها تنظيم داعش ضد أرتالها العسكرية في البادية السورية، ناهيك عن هروب عشرات الشباب من صفوف الميليشيا والتحاقهم بباقي الميلشيات المسلحة بسبب المعاملة السيئة التي يتلقونها داخلها من قبل قادتها وعناصرها الأجانب.

 

فيما تستغل ميليشيا الحرس الثوري وباقي الميليشيات المسلحة المنتشرة في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي يعاني منها الأهالي ودفعهم للانضمام لها مقابل رواتب شهرية ومساعدات غذائية، ناهيك عن تقديمها جميع المغريات الممكنة للشباب والمراهقين من مخدرات ونفوذ وسلطة، وإعطائهم صلاحيات كبيرة تمكنهم من ارتكاب الجرائم والتجاوزات دون أي محاسبة من أجهزة النظام العدلية والقضائية.