في بلدات ريف دمشق الجنوبي، يشهد الوضع استنفاراً أمنياً مشدداً من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية له، ويأتي ذلك رداً على انتشار دعوات من أجل الخروج في مظاهرات مناهضة للنظام وللمطالبة بتحسين الوضع المعيشي في هذه المناطق، وذلك في ظل التدهور الاقتصادي الذي يعاني منه سكانها.
النظام قام بزيادة إجراءاته الأمنية بشكل ملحوظ في بلدات ببيلا، سبينة، وبيت سحم في ريف دمشق الجنوبي، تم ذلك بالتزامن مع نشر حواجز عسكرية إضافية على مداخل ومخارج هذه البلدات، وتكثيف عمليات التفتيش وفحص هويات المارة، حيث تم أيضًا اعتقال أي شخص يحاول الدخول إلى هذه البلدات من خارجها، بالإضافة إلى ذلك، قامت الشرطة بنشر دوريات راجلة وسيارات في شوارع وأحياء هذه البلدات تحسبًا لأي طارئ.
مراسل منصة SY24 في ريف دمشق أفاد أن قوات النظام نشرت المئات من عناصرها، بالإضافة إلى أعضاء ميليشيا الدفاع الوطني، بالقرب من الجوامع الرئيسية في بلدة ببيلا وعند مداخل أحيائها وفي شوارعها العامة، وتم تسليح بعضهم بالعصي والهراوات والصواعق الكهربائية تحسبًا لخروج أي مظاهرة مناهضة للنظام.
التوترات الأمنية هذه تأتي في سياق دعوات ناشطين محليين للتظاهر احتجاجًا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وهبوط قيمة الليرة السورية، وارتفاع الأسعار، وتدني الأجور، وزيادة معدلات البطالة، وارتفاع معدلات الجرائم وغياب الأمن.
يجدر بالذكر أن آلاف المواطنين قد خرجوا في تظاهرات شعبية في محافظات السويداء ودرعا، مطالبين بإسقاط النظام وطرد الميليشيات الإيرانية والروسية من سوريا، كما شهدت مدن دير الزور واللاذقية وحماة دعوات مماثلة للتظاهر احتجاجًا على التدهور الاقتصادي والمعيشي، وتزامن ذلك مع استنفار أمني للنظام بشكل غير مسبوق، ومشابه تماما للاستنفار الذي حدث في بداية الثورة السورية مطلع عام 2011.