على الرغم من الجهود المبذولة للقضاء على خلايا تنظيم داعش النائمة وعناصره النشطة، تشير التقارير إلى استمرار هجمات التنظيم وتصاعد خطره في البادية السورية، خاصة في محافظة دير الزور.
وفي السياق، حذّرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من أن تنظيم داعش هو خطر وتهديد مستمر في سوريا، بحسب تقرير صادر عن مكتبها الإعلامي.
ووفقاً للتقرير، فإن هجمات داعش لم تتوقف في شرق سوريا وخاصة في البادية، مشيرا إلى أنه في 15 نيسان/أبريل الجاري، استهدف مسلحون مجهولون تابعون للتنظيم دورية لقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور.
وتابع أن داعش نفذ 69 هجوماً على الأقل في وسط سوريا الشهر الماضي، لافتا إلى أن الهجمات المستمرة تُظهر رغبة داعش في إثبات وجوده في المنطقة.
وذكر التقرير أن شهر آذار/مارس 2024، يعتبر “أكثر الشهور عنفاً” في تمرد داعش في البادية السورية منذ عام 2017.
وارتفعت حصيلة الهجوم الذي شنّه عناصر داعش على حافلة مبيت عسكري تابعة لقوات النظام وميليشياته في منتصف شهر نيسان/أبريل إلى 22 قتيلاً غالبيتهم من ميليشيا “لواء القدس”، بالقرب من قرية الطيبة بريف حمص الشرقي، حيث تمّ الاستهداف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بحسب مصادر محلية.
كما ارتفع عدد قتلى قوات النظام السوري في هجوم آخر نفّذه عناصر من تنظيم داعش على مقرّاته في قرية حسرات بريف مدينة البوكمال شرق دير الزور إلى 6، بالإضافة إلى أسر عنصرَين.
وفي هذا الصدد قال رشيد حوراني الباحث في مركز جسور للدراسات لمنصة SY24، إن “وتيرة العمليات التي نفذها داعش ازدادت خلال الفترة الماضية والتي كان معظمها ضد قسد، وهذه الزيادة لها أسباب متعددة منها العلاقة التخادمية بين داعش والأطراف الميدانيين الأخرى”.
وأضاف أن “هذا التصعيد من قبل داعش لا شك تستثمره قسد برفع نبرة خطابها المحذر من تنامي وعودة نشاط التنظيم، لتحقيق مكاسب وزيادة دعم التحالف الدولي لها وتحقيق دعم سياسي لاحقا باعتبارها الجهة القادرة على مواجهته، في وقت تشيطن السكان المحليين في الرقة ودير الزور وتتهمهم بالإرهاب”.
وفي السياق، واصلت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة بدعمٍ من قوات التحالف الدولي عملياتها لملاحقة واعتقال خلايا تنظيم داعش، والتي بلغت منذ بداية العام الجاري 2024، 14 عملية مشتركة بين قوات التحالف الدولي وقسد، والتي أسفرت عن اعتقال ومقتل 55 عنصراً من خلايا التنظيم بينهم جنسيات أجنبية، حسب التقرير.
ويرى مراقبون ومحللون أنه ينبغي على أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الشمال الشرقي من سوريا توسيع دعمه السياسي والاقتصادي، لا سيما إلى المناطق التي يتعرض فيها السكان لمخاطر عالية جرّاء جهود التنظيم في تجنيد أفراد جدد، مثل الرقة ودير الزور، إضافة إلى زيادة المساعدات المادية لقوات الأمن وتدريبها وكذلك لقوات سوريا الديمقراطية لتنمية قدراتها التسليحية والعسكرية لمواجهة أيّ تهديد يضر باستقرار المنطقة، وفق وجهة نظرهم.
ولفتوا إلى أن استمرار نشاط تنظيم داعش في مختلف الساحات وعلى الساحة السورية على وجه الخصوص على الرغم من الضربات الأمنية المتلاحقة التي تعرّض لها، مؤشّرٌ خطير على أن داعش هُزم كدولة “خلافة مزعومة”، ولكنه باقٍ كتنظيمٍ إرهابي قادر على تهديد السلم والأمن الدولي والإقليمي، حسب قولهم.