في ظل استمرار المعاناة التي يعيشها أهالي محافظة دير الزور، تتصاعد التحذيرات من خطر الألغام الأرضية المزروعة في مناطق متفرقة من المدينة، والتي تشكل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين، خاصة الأطفال.
ويناشد ناشطون محليون الأهالي بضرورة الحذر الشديد وعدم الاقتراب من الأماكن المشتبه بوجود ألغام فيها، بعد أن فقدت العديد من العائلات أبناءها بسبب انفجارات هذه الألغام.
ووفقاً لشهادات الأهالي، تنتشر الألغام في عدة مناطق حيوية، بما في ذلك الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية.
ففي منطقة باب مدرسة الإعداد الحزبي سابقاً، بالقرب من جامع عبدالله بن عباس، تم رصد قذائف يحتمل أنها غير منفجرة، كما تشهد مناطق مثل جبل هرابش حوادث متكررة بسبب الألغام، حيث يفقد الأطفال أطرافهم أو حتى حياتهم بشكل شبه يومي.
وتشمل المناطق الأخرى التي تحمل تحذيرات شديدة من الألغام: الصالحية، الحسينية، خشام، طابية جزيرة، حي الرشدية، منطقة البانوراما، طريق كباجب، شارع بورسعيد، منطقة المقابر، مطار الجفرة القديم، ومعسكر الطلائع.
كما أشار الأهالي إلى أن الألغام ما زالت موجودة في السواتر الترابية التي تركها الروس بالقرب من المعهد التقاني سابقاً، بعد أن أعلنوا أن هذه السواتر “ملغمة”، وفق تعبيرهم.
وتُظهر الإحصاءات الصادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان حجم المأساة التي خلفتها الألغام الأرضية في سوريا، فمنذ آذار/مارس 2011 وحتى نهاية عام 2024، تم توثيق مقتل ما لا يقل عن 3521 مدنياً بسبب انفجار الألغام، بينهم 931 طفلاً و362 سيدة.
كما فقد 7 من كوادر الدفاع المدني و8 من الكوادر الطبية و9 من الكوادر الإعلامية حياتهم بسبب هذه الألغام.
وفي الفترة الأخيرة، بين 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 و31 كانون الأول/ديسمبر 2024، سُجل مقتل 45 مدنياً، بينهم 6 أطفال و4 سيدات، نتيجة انفجارات الألغام.
وتؤكد هذه الأرقام أن الخطر ما زال قائماً، وأن الجهود المبذولة لإزالة الألغام غير كافية لحماية المدنيين، حسب تقرير الشبكة الحقوقية.
ووسط كل ذلك، يعبر أهالي دير الزور عن إرهاقهم من سنوات الحرب والدمار، ويطالبون بالعيش بسلام وأمان، إذ يقول أحد السكان: “فقدنا الكثير من الشباب بسبب الألغام، والآن نريد أن نعيش بهدوء وسلام”، ويضيف آخر: “كل يوم نسمع عن انفجار لغم، والخوف يسيطر على حياتنا، خاصة عندما نرسل أطفالنا إلى المدارس أو نخرج لأعمالنا اليومية”.
وفي ظل هذه الظروف، يطالب الأهالي الجهات المعنية والمؤسسات الدولية بزيادة الجهود لإزالة الألغام وتطهير المناطق السكنية والطرقات الرئيسية، كما يناشدون المنظمات الإنسانية تقديم الدعم اللازم لضحايا الألغام، سواء من الناحية الطبية أو النفسية.