مخلفات الحرب تكشف عن مخاطر عودة النازحين إلى مناطقهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

لقي الشاب العشريني “عبد الرحمن” مصرعه إثر انفجار لغم أرضي أثناء زيارته قبل أيام لمنزله في قرية معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، فيما أصيب شقيقه إصابات بالغة في قدمه وذراعه جراء شظايا مقذوف حربي، إذ إن هذه الحوادث المأساوية ليست إلا جزءاً من سلسلة من المآسي التي تواصل إزهاق أرواح السوريين،  لتبقى مخلفات الحرب والألغام التي خلفها النظام في العديد من المناطق التي انسحب منها، قنابل موقوتة قد تودي بحياة الأبرياء في أي لحظة.

“عبد الرحمن” وشقيقه ليسا الوحيدين اللذين تعرضا لخطر الألغام مؤخراً، إذ وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها الصادر في 31 كانون الأول الفائت، مقتل 3521 مدنياً، بينهم 931 طفلاً و362 امرأة، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين جراء انفجار ألغام أرضية من مخلفات الحرب في سوريا خلال الفترة الممتدة منذ آذار (مارس) 2011 وحتى نهاية عام 2024، كما أكد التقرير أن 45 مدنياً، بينهم 6 أطفال و4 سيدات، قضوا نتيجة انفجار الألغام الأرضية في الفترة ما بين 27 تشرين الثاني وحتى نهاية العام، والتي تزامنت مع معركة “ردع العدوان” التي انتهت بتحرير سوريا.

ولفت التقرير إلى أن الألغام الأرضية تشكل عائقاً كبيراً أمام عودة النازحين إلى ديارهم، كما أنها تمثل تهديداً كبيراً لإعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة، وأضاف التقرير أنه من الضروري العمل على إزالة الألغام ومخلفات الحرب، وتحديد المناطق الملوثة، فضلاً عن تقديم المساعدة اللازمة للضحايا. إن الانتشار الواسع للألغام عبر مساحات شاسعة من سوريا يمثل تهديداً مباشراً لحياة النازحين الذين يسعون للعودة إلى أراضيهم.

وأشارت الشبكة إلى أن “سهولة تصنيع الألغام وكلفتها المنخفضة جعلتها أداة تُستخدم بشكل مكثف من قبل أطراف النزاع المختلفة، دون اكتراث بالإعلان عن مواقعها أو إزالة آثارها”، ويظهر ذلك بوضوح في المحافظات التي شهدت اشتباكات مكثفة وتغييرات متكررة في مواقع السيطرة خلال السنوات الماضية.

ومنذ نهاية عام 2011، بدأ النظام بزراعة الألغام على طول الحدود مع لبنان وتركيا دون توفير تحذيرات ملائمة، فضلاً عن استخدام الذخائر العنقودية من قبل النظام والقوات الروسية، مما أدى إلى انتشار الألغام ومخلفات الذخائر العنقودية على نطاق واسع في العديد من المحافظات السورية، ليظل تهديداً مباشراً لحياة السكان حتى يومنا هذا.

وفي تقرير آخر، وثق فريق الدفاع المدني السوري يوم الثلاثاء 31 كانون الأول، مقتل مدني وإصابة آخر بانفجار لغم أرضي من مخلفات النظام في قرية بسهل الغاب شمال غربي حماة. وقد تم تحديد المكان كمنطقة خطرة لإزالة الألغام منها، في خطوة ضرورية لتجنب المزيد من الخسائر البشرية.

تظل الألغام الأرضية ومخلفات الحرب أكبر تهديد لحياة المدنيين في سوريا، وتجعل عملية العودة إلى المناطق المحررة وإعادة الإعمار مهمة شاقة ومعقدة، وعلى المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود لتوفير الدعم اللازم لإزالة الألغام، وتقديم العلاج والمساعدة للضحايا، فالحرب قد تنتهي، لكن آثارها ستظل لفترة طويلة تهدد حياة السوريين الأبرياء.

مقالات ذات صلة