قطر تبدأ مهمة البحث عن جثامين أمريكيين قتلوا في سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بدأت دولة قطر، من خلال فريق قطري متخصص في عمليات البحث والإنقاذ، مهمة موسعة للبحث عن جثامين عدد من المواطنين الأمريكيين الذين قتلوا كرهائن على يد تنظيم (داعش) في سوريا قبل عدة سنوات.

وذكر مصدران مطلعان لوكالة “رويترز”، أن الفريق القطري الذي تم نشره بالتنسيق مع عدد من الجهات الأمريكية، بدأ عملياته شمال سوريا الأسبوع الجاري، ونجح حتى الآن في العثور على بقايا ثلاثة جثث، دون التمكن من تحديد هويتها بعد. ومن المتوقع أن تخضع هذه البقايا لاختبارات الحمض النووي (DNA) لتأكيد هوية أصحابها.

وقال مصدر أمني سوري إن التركيز الأولي للمهمة كان على العثور على جثمان بيتر كاسيغ، العامل الإنساني الأمريكي الذي قُتل ذبحاً على يد التنظيم في مدينة دابق عام 2014.

وأضاف المصدر الثاني أن الجثث التي تم العثور عليها قد تتضمن رفات كاسيغ أو غيره من الضحايا الأمريكيين.

وحسب الوكالة، فإن كاسيغ لم يكن الوحيد، فقد قُتل أيضاً الصحفيان الأمريكيان جيمس فولي وستيفن سوتفيلف على أيدي التنظيم في نفس الفترة، وأُعلنت وفاتهما رسمياً في عام 2014.

كما توفيت العاملة الإنسانية كيلا مولر أثناء احتجازها لدى التنظيم، وقد كشف مسؤولون أمريكيون أنها تعرضت للاعتداء الجنسي المتكرر من قبل زعيم التنظيم آنذاك، أبو بكر البغدادي، قبل أن تلقى حتفها في عام 2015.

وعبرت ديان فولي، والدة الصحفي جيمس فولي، عن امتنانها العميق لما وصفته بـ”جهود شجاعة لاستعادة جثامين الضحايا”، وقالت: “نحن ممتنون لأي شخص يتحمّل هذه المهمة ويضع نفسه في بعض الظروف في خطر لمحاولة العثور على جثماني جيمس وبقية الرهائن. نحن نشكر جميع من يشاركون في هذا الجهد.”.

وتأتي هذه المهمة في ظل تحضيرات أمريكية قطرية لزيارة مقررة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى قطر وعدد من دول الخليج العربي في الأسابيع المقبلة.

وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزير الدولة بالخارجية محمد الخليفي قد زارا واشنطن في نيسان/أبريل الماضي لمناقشة ملفات عدة من بينها هذه المهمة الإنسانية.

وأكد مصدر مطلع أن هناك التزاماً مستمراً من إدارات أمريكية متعاقبة بالعثور على رفات الضحايا الأمريكيين، وأن هناك محاولات سابقة جرت بالتعاون مع مسؤولين أمريكيين في سوريا للبحث في مواقع محددة.

وأشار المصدر إلى أن جثامين كاسيغ وسوتفيلف وفولي من المحتمل أن تكون في نفس المنطقة الجغرافية، خصوصاً وأن منطقة دابق كانت تمتلك أهمية دعائية كبيرة لدى التنظيم، نظراً لارتباطها بتوقعات إسلامية حول معركة نهائية في تلك المنطقة.

أما فيما يتعلق بكيلة مولر، فأوضح المصدر أن وضعها مختلف، لأنها كانت تحت حجز مباشر من البغدادي، مما يجعل موقع جثمانها أقل وضوحاً من بقية الحالات.

يُذكر أن خلية بريطانية ضمن تنظيم الدولة الإسلامية، تضم عضوين سابقين في الجنسية البريطانية، كانت مسؤولة عن ذبح الرهائن الأمريكيين، وقد حكم عليهما بالسجن المؤبد في الولايات المتحدة.

وتعد هذه المهمة جزءاً من دور متزايد لدولة قطر في عمليات الإنقاذ والإغاثة الدولية، حيث نشرت فرقها في مناطق زلزال في تركيا والمغرب في السنوات الأخيرة. وتشير المعلومات إلى أن الفرق القطرية تعمل حالياً في ظروف صعبة داخل المناطق السورية السابقة التي كانت تحت سيطرة التنظيم، وسط تعاون غير معلن مع بعض الجهات المحلية الموالية لحكومة دمشق.

وبانتظار نتائج تحاليل الحمض النووي، تبقى عائلات الضحايا في انتظار لحظة مؤلمة لكنها محورية لإغلاق صفحة مريرة بدأت قبل أكثر من عشر سنوات، حسب “رويترز”.

مقالات ذات صلة