الرقة: الكلاب الشاردة تهدد سلامة أهالي الريف الشرقي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24 سكان قرية "الجديدة" في ريف الرقة الشرقي يواجهون خطر الكلاب الشاردة المنتشرة قرب مكبات النفايات، وسط ضعف خدمات النظافة وغياب الحلول البلدية.

يعاني سكان قرية “الجديدة” في ريف الرقة الشرقي من تفاقم مشكلة الكلاب الشاردة، والتي باتت تشكّل تهديداً يومياً على سلامتهم، لا سيما مع انتشارها في مكبات النفايات العشوائية المنتشرة على أطراف الطرق المؤدية إلى القرية. وتفاقمت هذه الظاهرة نتيجة تزايد إلقاء القمامة في أماكن غير مخصصة لها، بسبب ضعف خدمات النظافة البلدية وقلة الآليات المخصصة لجمع النفايات، ما دفع السكان إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية.

خطر يومي يهدد المارة والطلاب

تُعدّ مكبات النفايات العشوائية بيئة جاذبة للكلاب الشاردة، التي تكاثرت في محيط القرية وبدأت تُهاجم المارة، خصوصاً مستخدمي الدراجات النارية والمزارعين وطلاب المدارس. وأفاد حسن الجاسم، البالغ من العمر 34 عاماً، وهو أحد سكان قرية الجديدة، في تصريح خاص لموقع “سوريا 24″، قائلاً: “أضطر إلى زيادة سرعتي عند المرور بجانب المكب الواقع عند مدخل القرية، خشية تعرضي لهجوم الكلاب الشاردة التي اعتادت ملاحقتي أثناء مروري”. وأكد الجاسم على ضرورة إزالة المكب بشكل نهائي، معتبراً أن الاكتفاء بحرق النفايات ليس حلاً فعالاً ولا دائمًا.

من جانبه، أعرب عبد القادر الشريف، البالغ من العمر 42 عاماً، عن مخاوفه على أطفاله، مشيراً إلى أنه يرافقهم يومياً إلى المدرسة ويُعيدهم بسيارته، خوفاً من أن تتعرضهم الكلاب للهجوم. وأضاف في تصريحه لـ”سوريا 24″: “البلدية مسؤولة عن هذه الظاهرة، لأنها لم تقم بدورها في ترحيل النفايات بالشكل المطلوب، مما أدى إلى تراكم القمامة وتكاثر الكلاب الضالة”.

بلدية الكرامة تعزو السبب لقلة الإمكانيات

في المقابل، أرجع مصدر مسؤول في بلدية الكرامة، التي تتبع لها قرية الجديدة، تفشي المكبات العشوائية والكلاب الشاردة إلى ضعف الإمكانيات المتاحة. وأوضح المصدر، في تصريح خاص، أن البلدية تُشرف على أكثر من 10 قرى في المنطقة، بينما لا تمتلك سوى أربع جرارات وجرافة صغيرة واحدة، وهو عدد لا يكفي لتغطية هذه القرى الكبيرة من حيث التعداد السكاني والمساحة الجغرافية.

وأشار المصدر إلى أن البلدية تبذل جهوداً دورية لإزالة المكبات العشوائية وملاحقة الكلاب الشاردة، إلا أن ضعف الوعي لدى بعض السكان، الذين يلقون النفايات بشكل عشوائي، يُشكّل تحدياً كبيراً أمام جهودهم. وأضاف: “نحن بحاجة إلى مضاعفة عدد الآليات وتكثيف التوعية بين الأهالي لتجنب إلقاء القمامة بشكل غير منظم”.

وطالب المصدر الجهات المعنية بدعم البلدية بالمعدات اللازمة وزيادة عدد عمال النظافة، لتمكينها من أداء مهامها بشكل أفضل، والحد من الظواهر السلبية الناتجة عن تراكم النفايات وانتشار الكلاب الشاردة، والتي أصبحت تشكّل تهديداً حقيقياً للسكان، خاصة الأطفال.

دعوات لحل جذري

أجمع سكان قرية الجديدة على ضرورة معالجة هذه الأزمة بشكل شامل، بدءاً من إزالة المكب العشوائي بشكل نهائي، وتوفير نقاط نظامية لجمع النفايات، وصولاً إلى إطلاق حملات توعية وتكثيف العمل البلدي في مجال النظافة. كما دعوا إلى تشكيل فرق مختصة للتعامل مع الكلاب الشاردة، واتخاذ إجراءات وقائية تحمي السكان من الأخطار المحدقة بهم.

وتبقى مشكلة الكلاب الشاردة ومكبات النفايات العشوائية إحدى أبرز الأزمات البيئية والخدمية التي تعاني منها المناطق الريفية في محافظة الرقة، في ظل ضعف الإمكانيات البلدية وغياب الدعم الكافي من الجهات المسؤولة، ما يتطلب تدخلاً عاجلاً ومستداماً للحد من تفاقم الوضع وحماية السكان من تبعاته.

مقالات ذات صلة