توقف الدعم يهدد مراكز غسيل الكلى في تل أبيض ورأس العين

Facebook
WhatsApp
Telegram

في منطقة نبع السلام، تلوح في الأفق أزمة صحية حادة تهدد حياة العشرات من مرضى الفشل الكلوي، بعد توقف الدعم المقدم من منظمات إنسانية كانت تموّل مراكز غسيل الكلى في مدينتي تل أبيض ورأس العين، ما ينذر بتوقف هذه المراكز عن العمل خلال فترة قريبة.

معتز الجوري، المسؤول الإداري لمركز غسيل الكلى في تل أبيض، أوضح في تصريح لسوريا 24 أن الدعم المقدم من منظمة “أوسوم” سيتوقف مع نهاية الشهر الجاري، ما سيؤثر بشكل مباشر على استمرار تقديم الخدمات. وأضاف أن المركز يقدم حالياً جلسات غسيل كلوي مجاناً لـ31 مريضاً شهرياً، ويستقبل أكثر من 50 مريضاً على مدار العام، بمعدل يتجاوز 240 جلسة شهرياً.

وأشار الجوري إلى أن المركز لا يقتصر على تقديم الجلسات، بل يشمل أيضاً توفير الأدوية الأساسية لمرضى الفشل الكلوي، وخدمة نقل المرضى من نقاط تجمع محددة إلى المركز والعكس، إضافة إلى استشارات طبية مجانية بإشراف طبيب مختص، والتنسيق مع أقسام المستشفى لإجراء التحاليل والإحالات، فضلاً عن تقديم وجبات غذائية للمرضى.

من جانبه، قال جميل العساف، المدير الإداري لمركز غسيل الكلى في رأس العين، إن المركز كان يتلقى دعماً من منظمة “سيما” (الأطباء السوريون المغتربون)، إلا أن الدعم توقف منذ أكثر من شهرين لغياب الجهات المانحة. وأضاف: “حالياً، يعمل الطاقم الطبي بشكل تطوعي، بعد توقف رواتبهم وانقطاع خدمات النقل. الكادر يتنقل إلى المركز على نفقته الخاصة”.

وبيّن العساف أن المركز يحتوي على خمسة أجهزة غسيل، ويعمل بطاقة استيعابية تصل إلى 35 مريضاً، في حين يبلغ عدد المرضى الحاليين 15 فقط. وأكد أن هذا التوقف هو الأول من نوعه منذ تأسيس المركز في نيسان 2021، لافتاً إلى أنهم تمكنوا من الاستمرار خلال الفترة الماضية بفضل ما تبقى من دعم سابق وبعض المساعدات المحدودة من الجانب التركي عبر مديرية الصحة. ورغم تواصلهم مع عدة منظمات إنسانية، لم يتلقوا أي استجابة حتى الآن.

تحذير من كارثة صحية وضرورة التدخل

في ختام حديثه، حذر العساف من أن “استمرار توقف الدعم سيؤدي إلى كارثة إنسانية وصحية حتمية في المنطقة، إذ أن مرضى الفشل الكلوي لا يستطيعون تأجيل علاجهم أو تحمّل غيابه، وكل يوم تأخير في إيجاد حل قد يكون مميتاً”.
كما حذر الجوري من أن توقف الدعم سيؤدي إلى توقف خدمة النقل بشكل كامل، وقد يُطلب من المرضى تغطية جزء من تكاليف الجلسات أو الأدوية، ما يفوق قدرتهم المالية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية. ووجه نداء إلى المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لتقديم الدعم العاجل للمركزين، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية في المنطقة نتيجة الحصار والجفاف وتراجع الزراعة.

وتُعد مراكز غسيل الكلى من البُنى التحتية الصحية الحساسة التي يصعب تعويضها في مناطق النزاع، نظراً لحاجتها المستمرة إلى الأدوية واللوازم الطبية والدعم اللوجستي. وفي منطقة نبع السلام، التي تعاني من هشاشة الخدمات الصحية والاقتصادية، يعتمد مرضى الفشل الكلوي بشكل كامل على هذه المراكز للبقاء على قيد الحياة. أي خلل في استمرارها، دون تدخل عاجل من الجهات المعنية، قد يفضي إلى نتائج كارثية على الصعيد الإنساني.

مقالات ذات صلة