أدانَت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بشدة، مقتل ثلاثة عناصر من فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، أثناء قيامهم بمهمة إزالة جسم مشبوه على سكة الحديد في ريف حماة الشمالي الشرقي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من العاملين في الفريق.
وأفادت الشبكة في بيان صادر عنها، اليوم السبت، أن الضحايا كانوا يشاركون في مهمة إزالة مخلفات الحرب بعد تلقي بلاغ حول وجود جسم غريب على خط سكة الحديد الرابط بين حلب ودمشق، والذي لا يزال نشطاً رغم سنوات النزاع.
وعند وصول الفريق إلى الموقع بالقرب من قرية كراح، بدأوا بإجراءات التفقد القياسية، حيث اقترب الثلاثة من الجسم المشبوه وهم يرتدون زيهم الرسمي ومعداتهم الخاصة بالحماية، إلا أن الجسم انفجر بشكل مفاجئ نتيجة تحكُّم عن بُعد، ما أدى إلى وفاتهم فوراً وإصابة آخرين بجروح.
واعتبرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن هذه الحادثة تندرج ضمن “الانتهاكات الجسيمة” للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، مشيرة إلى عدد من الاستنتاجات القانونية:
– زرع جسم متفجر في منطقة حيوية ومن دون هدف عسكري واضح يُعتبر عملاً عشوائياً محظوراً.
– استخدام العبوات الناسفة الموجهة عن بُعد في أماكن مدنية يشكل اعتداءً على الحق في الحياة والأمن الشخصي المنصوص عليهما في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
– الحكومة السورية الحالية التي تخضع لها المنطقة، ملزمة بحماية المدنيين حتى لو لم تكن مسؤولة مباشرة عن الحادث.
– استهداف فرق الدفاع المدني، وهي منظمة مدنية معروفة بأعمالها الإنسانية، يُمكن اعتباره عملاً إرهابياً يستهدف السكان المدنيين.
ودعت الشبكة إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف لتحديد الجهات المسؤولة عن زرع العبوة الناسفة، ومحاسبة من يقفون خلف هذا العمل الإرهابي، مشددة على ضرورة الكشف عن الإخفاقات الأمنية التي ساعدت في وقوع الحادث.
كما طالبت السلطات المحلية المعنية، وهي الحكومة الانتقالية، باتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة لتأمين المناطق العامة، وتعزيز حماية الفرق الإنسانية التي تعمل على إزالة مخلفات الحرب.
وشددت الشبكة على أهمية توفير الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين، بما في ذلك الرعاية الصحية والنفسية، خاصة للأطفال الذين قد يكونوا شهدوا الحادث أو تأثروا به.
ودعت الشبكة إلى تعزيز التعاون مع منظمات متخصصة مثل UNMAS في مجال إزالة الألغام ومخلفات الحرب، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي للمبادرات المحلية التي تسعى لتوفير بيئة آمنة للمدنيين.
وأعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مقتل ثلاثة من متطوعيه يوم الخميس، 22 أيار/مايو 2025، خلال قيامهم بمهمة إنسانية حساسة لإزالة مخلفات الحرب في ريف حماة الشرقي.
وأفاد بيان صادر عن المنظمة أن الشهداء هم: مأمون السلوم، مأمون العثمان، وأحمد حاج خليل، وجميعهم من كوادر فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة.
وذكر الدفاع المدني السوري أن المعطيات الأولية تشير إلى أن هذا الهجوم المتعمد يُعد “انتهاكًا صارخًا” للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على حماية العاملين في المجال الإنساني ويجرّم استهدافهم أثناء أداء واجبهم.
وأوضح الدفاع المدني السوري أن عدد المتطوعين الذين فقدتهم المؤسسة منذ تأسيسها قد بلغ حتى الآن 321 قتيلًا، معظمهم قضَوا أثناء عمليات الإنقاذ والاستجابة للطوارئ. كما جددت المنظمة التزامها بواجبها الإنساني، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في حماية العاملين في الشأن الإغاثي والإنساني.