بين التراث والحرفة.. نساء ريف دمشق يبدعن في معرض المنتجات اليدوية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

تحوّلت مديرية زراعة دمشق وريفها على مدار يومين إلى مساحة نابضة بالحياة، حيث التأم 25 مشروعاً نسوياً ريفياً تحت سقف واحد في معرض خاص بالمنتجات اليدوية والغذائية للمرأة الريفية، حمل في طيّاته رسائل دعم وتمكين، وعرَض مشاهد من إبداع نساء الريف السوري اللواتي مزجن بين التراث والحرفية.

المعرض، الذي انطلق في 26 أيار ويستمر حتى 27 منه، افتتحه مدير زراعة دمشق وريفها، الدكتور زيد محمد أبو عساف، بحضور مسؤولين من وزارة الزراعة، وممثلين عن منظمات دولية ومحلية، ووجوه من المجتمع المحلي.

وفي مداخلة خاصة لـ سوريا 24، قال الدكتور زيد أبو عساف: “المرأة الريفية شريك أساسي في العملية التنموية الزراعية، وهذا المعرض ليس مجرد منصة لعرض المنتجات، بل هو اعتراف بدورها واحتفاء بجهدها، وهو يفتح نافذة لتسويق منتجاتها وربطها بالسوق بشكل مباشر. نعمل على دعم هذه المشاريع لتكون نواة لمشاريع صغيرة مستدامة على مستوى المحافظة”.

المعرض ضمّ باقة غنية من المنتجات التي صنعتها أنامل النساء الريفيات، من المربيات والمخللات والحلويات، إلى مستحضرات التجميل الطبيعية المصنوعة من الأعشاب والنباتات المحلية، مروراً بأعمال الكروشيه والإكسسوارات اليدوية ومنتجات الوردة الشامية الشهيرة.

وتنوّعت المشاركات بين سيدات من قرى ريف دمشق اللواتي تلقّين تدريبات في دورات متخصصة نظّمتها المديرية، وأخريات اعتمدن على جهود ذاتية لصقل مهاراتهن وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية.

في أروقة المعرض، لم يكن الزوار يتذوقون فقط النكهات الأصيلة، بل كانوا يصغون أيضاً لهموم النساء ومقترحاتهن حول سبل تحسين التسويق وكسر الحواجز التي تواجه مشاريعهن، وهي قضايا وعد القائمون بالوقوف عندها ودراستها عن كثب.

بهذا الحراك، تثبت المرأة الريفية مرة أخرى أنها ليست فقط حافظة للتراث، بل صانعة للمستقبل، وأن منتجاتها قادرة على المنافسة، إذا ما توفرت لها الرعاية والدعم.

تأتي أهمية المعارض المخصصة للمنتجات الريفية من كونها مساحة حيوية للتسويق المباشر، تتيح للنساء فرصة عرض منتجاتهن أمام جمهور واسع من المهتمين والداعمين، بعيداً عن التعقيدات التي يفرضها السوق التقليدي. هذه المعارض لا تعني فقط البيع والترويج، بل هي منصات لعرض القصص والتجارب، ولمدّ جسور التواصل بين الريف والمدينة، بين المنتج والمستهلك، وبين الحرفة والفرصة.

كما تمثل هذه الفعاليات بيئة تشاركية تتبادل فيها النساء الخبرات، وتتلقين الملاحظات التي تساعدهن على تطوير جودة منتجاتهن. وبالنسبة للجهات الداعمة، تشكل هذه المعارض أداة تقييم واقعية لمدى تأثير برامج التدريب والتمكين، ومدى حاجة النساء إلى موارد إضافية أو تدخلات نوعية في التسويق والتغليف أو التمويل.

في بلد يعاني من تحديات اقتصادية خانقة، تبرز مثل هذه المعارض كـ فرصة لإعادة إحياء الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتحفيز روح الإنتاج الذاتي، ما يجعل من المرأة الريفية ليس فقط معيلة لأسرتها، بل رافعة اقتصادية واجتماعية ضمن مجتمعها.

مقالات ذات صلة