مبادرة “فرحتكم عيدنا” ترسم البهجة على وجوه 150 طفلًا من أطفال مخيم اليرموك

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

في محاولة لزرع بذور الفرح في قلوب الأطفال الذين كبروا تحت وطأة الحرب، نظمت منظمة سار مبادرة إنسانية بعنوان “فرحتكم عيدنا”، استهدفت نحو 150 طفلًا وطفلة من أبناء مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق. وجاءت الفعالية بالتعاون مع وكالة “الأونروا”، التي خصصت الحديقة المجتمعية التابعة لها لاحتضان الأنشطة، وسط حضور الأهالي ومشاركة لجان التنمية المحلية في المخيم.

المبادرة التي جاءت في ثالث أيام العيد، حملت طابعًا نفسيًا واجتماعيًا، حيث تنوعت الأنشطة بين الألعاب الحركية ككرة السلة والبولينغ وسباقات الفرق، إلى جانب ورشات الرسم والتشكيل بالمعجون، ما أتاح للأطفال فرصة التعبير عن أنفسهم، وتنمية مهاراتهم الفنية والجسدية، في بيئة آمنة ومرحبة.

العيد يجب أن يمر من هنا

أكدت هند منجفيكا، الوكيل التنفيذي للفعالية ومسؤولة الدعم النفسي في قسم حماية الطفل لدى المنظمة، أن المبادرة لم تكن مجرد نشاط ترفيهي، بل صممت لتخاطب الجوانب الأعمق في نفسية الطفل، وقالت في حديثها لـ”سوريا 24“: “حرصنا على أن تكون كل لحظة في الفعالية هادفة؛ من الرسم الذي يسمح للطفل بأن يخرج ما بداخله، إلى الألعاب الجماعية التي تعزز روح الفريق والانتماء. الأعياد غالبًا ما تكون محطات قاسية للأطفال الذين فقدوا ذويهم أو يعيشون في ظروف صعبة، وكان هدفنا أن نمنحهم شيئًا يشعرهم بأنهم محبوبون ومهمون”.

شهادات من قلوب الأمهات: “رأيت ابتسامته لأول مرة منذ شهور”

وتنقل أم يزن التميمي، والدة أحد الأطفال المشاركين، مشاعرها التي اختلطت بالفرح والدموع، قائلة:

“ابني يزن عاش ظروفًا نفسية صعبة في الفترة الأخيرة، ولاحظت أنه بات أكثر انعزالًا. لكن اليوم، رأيت بريقًا في عينيه وابتسامة اشتقت لها كثيرًا. هذه المبادرات تعني لنا كأهل أكثر مما يمكن أن تتخيله المؤسسات”.

أما أم ميرا، والدة طفلة شاركت في معظم الفعاليات، فقالت لـ”سوريا 24“: “ميرا رسمت وردة كبيرة وقالت لي (هذه إليك يا ماما)، شعرت بأن النشاط حررها من قلقها وعبّر عنها بطريقة ما كنا نستطيع نحن كأهل أن نوفرها لها في هذا الظرف. أنا ممتنة جدًا لكل من ساهم بهذا اليوم”.

من الفرح إلى الأمل: الهدايا والرسائل الأعمق

في ختام الفعالية، تم توزيع هدايا رمزية على الأطفال، شملت أدوات رياضية بسيطة كالمضارب والكرات، في محاولة لترسيخ فكرة الفرح والاستمرارية، بعيدًا عن المفهوم الاستهلاكي للهدايا.

وترى منجفيكا أن هذه الهدايا ليست فقط للعب:

“هي رسائل غير مباشرة تقول للطفل: أنت موجود، نحن نراك، ونهتم لأمرك. وهذا بحد ذاته شكل من أشكال الدعم النفسي”.

خطط مستقبلية لأطفال يحتاجون أكثر

يؤكد القائمون على المبادرة أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، بل هي جزء من خطة متكاملة تستهدف فئات الأطفال المتأثرين بالنزاع، وتهدف إلى تنفيذ المزيد من الأنشطة النفسية والتعليمية والترفيهية خلال الفترة القادمة.

مقالات ذات صلة