حصل موقع سوريا 24 على نسخة خاصة من تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وثّق وقوع انتهاكات خطيرة في مدينة قطنا بمحافظة ريف دمشق، بين 29 أيار و1 حزيران 2025، شملت مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طبيب، إلى جانب اعتداءات على ممتلكات خاصة، في سياق توتر أمني أعقب مقتل ضابط في قوى الأمن الداخلي يُعتقد أنه استُهدف من قبل مجموعة مرتبطة بتهريب المخدرات.
وبحسب التقرير، بدأت موجة التصعيد بعد مقتل الضابط “جميل مؤمنة” (المعروف بلقب أبو الوليد)، وهو أحد أبناء المدينة ومن العاملين ضمن جهاز الأمن الداخلي في الحكومة الانتقالية، وذلك إثر إطلاق نار استهدفه خلال كمين أمني ضد شبكة تهريب مخدرات في منطقة جبل الشيخ قرب بلدة عيسم.
تلت الحادثة حالات خطف وقتل طالت ثلاثة مدنيين:
– الشاب مجد كبول (28 عامًا) من أبناء قرية عرنة، اختُطف في 30 أيار، وعُثر على جثمانه في اليوم التالي.
– الطبيب رأفت أسبر، من أبناء اللاذقية، اختُطف في ذات اليوم من مكان عمله، وتم العثور على جثمانه في 31 أيار.
– نديم الزغبي (56 عامًا) من قرية رخلة، اختُطف بعد الاعتداء عليه وسرقة سيارته من منزله، وعُثر على جثمانه في 1 حزيران.
أشار التقرير إلى أن الانتهاكات حملت طابعاً انتقامياً وتمييزياً، لا سيما أن الضحايا ينتمون إلى خلفيات طائفية مختلفة، ووقعت في سياق مشحون بالتوتر المجتمعي.
كما سُجلت اعتداءات على محال وممتلكات خاصة شملت أعمال حرق وتخريب، دون تحرك فعّال للجهات الأمنية في منعها أو احتوائها.
أكدت الشبكة في تقريرها أن ما جرى يُعد انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويقع ضمن مسؤولية الحكومة الانتقالية في حماية المدنيين ومنع الإفلات من العقاب.
ودعت إلى فتح تحقيقات مستقلة وشفافة، وتعويض المتضررين، ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، والعمل على تعزيز الثقة العامة بالمؤسسات.
كما طالبت باتخاذ تدابير عاجلة لفرض سيادة القانون، ومنع أي شكل من أشكال التحريض أو التمييز، وتشجيع المبادرات الأهلية الهادفة إلى تهدئة التوترات المجتمعية.