درعا: مبادرة تعليمية محلية لدعم طلاب الشهادتين قبل الامتحانات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

مع اقتراب موعد امتحانات الشهادتين، أطلقت نخبة من معلمي ومعلمات بلدة دير البخت في ريف درعا، وبمشاركة متطوعين من خارج البلدة، مبادرة تعليمية مجانية تحت عنوان “الأثر الطيب”، رافعين شعارًا لافتًا: “اترك أثرك في بناء الجيل السليم”.

تُقام هذه المبادرة في مسجد عقبة بن نافع الشرقي، وتستهدف طلاب الصف التاسع من خلال جلسات دراسية مجانية في مختلف المواد، يقدمها مدرسون متطوعون من أصحاب الخبرة والكفاءة، وذلك بهدف دعم الطلاب في فترة الامتحانات ومساعدتهم على تجاوز التحديات التعليمية في ظل الظروف المعيشية الصعبة.

وأكد القائمون على المبادرة لمنصة سوريا 24 أن العمل لا يقتصر على ما قبل الامتحانات فقط، بل سيتواصل خلال العطلة الصيفية من خلال دورات تعليمية لطلاب السنة القادمة، في إطار خطة مستمرة لبناء قدرات الطلاب علميًا ومجتمعيًا.

المهندس عمر الزعبي، أحد المتطوعين في المبادرة، يروي تجربته الشخصية قائلًا: “أنا خريج هندسة إلكترونيات واتصالات من جامعة دمشق، تخرجت في ظل ظروف صعبة بسبب اعتقال والدي، ومع ذلك تابعت دراستي وتخرجت بمعدل جيد جدًا، واليوم أعمل على تدريس مادتي الفيزياء والكيمياء لطلاب الصف التاسع والبكالوريا. هذه المبادرة هي امتداد لقناعتي بأن الظروف القاسية لا يجب أن تقف عائقًا أمام التحصيل العلمي، بل دافعًا للنجاح وترك أثر طيب في نفوس طلابنا”.

من جانبها، شاركت المهندسة المعمارية أسماء رضوان اليعقوب في المبادرة من خلال تصميم الهوية البصرية وشعار “الأثر الطيب”، مؤكدة أن المبادرة تشمل مجالات متعددة يمكن للجميع المساهمة فيها، وتقول في حديثها لمنصة سوريا 24: “هدفي أن أترك أثرًا من خلال تخصصي، والمبادرة باب مفتوح لكل من يملك رغبة في العطاء، فكل مساهمة مهما كانت بسيطة تصنع فرقًا في حياة الطلاب”.

ويصف أحد المعلمين المشرفين على المبادرة واقع القرية قائلًا: “دير البخت قرية فقيرة، لكنها أنجبت الطاقات والمواهب من رحم المحن. حين أطلقنا المبادرة لم نتوقع هذا الإقبال الكبير، إذ فاق عدد المتطوعين والطلاب التوقعات، وهذا دليل على تعطش المجتمع للعلم والدعم التربوي”.

في ظل تراجع الدعم الرسمي وضعف الإمكانيات التعليمية، تُشكّل مبادرة “الأثر الطيب” نموذجًا مضيئًا للتكاتف المجتمعي، ومثالًا على أن العلم يمكن أن يزدهر حتى في أكثر البيئات صعوبة، حين تتوفر الإرادة والإيمان بقدرة الجيل على التغيير.

مقالات ذات صلة