تعاني شوارع مدينة الرقة من ظاهرة خطيرة ومقلقة تتمثل في انتشار حفر المشاريع الإنشائية المتوقفة منذ سنوات، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا لسلامة السكان ومستخدمي الطرق. وتكمن المشكلة في أن هذه الحفر تقع على شوارع حيوية ورئيسية من دون وجود أي لافتات تحذيرية أو وسائل حماية، ما يزيد من حجم الخطر القائم على مدار الساعة.
حوادث متكررة ومخاوف مستمرة
تبرز حفرة “حديقة البيضاء” الواقعة على أحد الشوارع الرئيسية داخل حي الجميلي، والتي يزيد عمقها على خمسة أمتار، كنموذج صارخ لهذا الإهمال. وأكد أحمد الحسين (41 عامًا)، من سكان الحي، أن هذه الحفرة التي أُنشئت منذ أكثر من ثلاثة أعوام تسببت بسقوط ثلاث سيارات حتى الآن.
وأضاف: “غياب الإشارات التحذيرية وعدم إحاطتها بوسائل الأمان يزيد من قلقنا، وأصبحنا نخشى على سلامة أطفالنا كلما خرجوا للعب خارج منازلنا”. وأشار إلى أن الحفرة تمتلئ بالنفايات باستمرار، ما يزيد من انتشار الأمراض والروائح الكريهة.
أعباء بيئية وصحية في حي الفردوس
أما حفرة حي الفردوس التي تقع على تقاطع طرق مهم داخل الحي، فقد تحولت إلى مكب عشوائي يجمع النفايات من المطاعم والمحال المجاورة.
وأفاد جمعة العلي (56 عامًا)، من سكان الحي، بأن الرائحة المنبعثة من الحفرة أصبحت لا تُطاق، خصوصًا مع اشتداد الحرارة صيفًا.
وأكد أن وجود حفرة بهذا الحجم والخطورة على طريق رئيسي يثير تساؤلات كثيرة لدى الأهالي حول مدى جدية الجهات المعنية، قائلاً: “لا نعلم أين أعين موظفي البلدية؟ ما ذنبنا لنعيش هذه الحالة من القلق المستمر؟”
توضيح من الجهات الرسمية
من جهته، أوضح مصدر مسؤول من بلدية الرقة أن توقف هذه المشاريع يعود إلى نزاعات ملكية وعدم استكمال الأوراق الرسمية اللازمة، ما أدى إلى تعليق الأعمال حتى حل الخلافات.
وأكد أن البلدية سبق أن سوّرت المواقع ووضعت لافتات تحذيرية، إلا أن طول مدة التوقف ساهم بسرقة معدات التسوير وتلفها. كما أشار إلى أن عدم التزام بعض السكان بالتعليمات المتعلقة بالنظافة أسهم في تحويل هذه الحفر إلى مكبات نفايات، مؤكدًا أن فرق البلدية تعمل بين الحين والآخر على رفع القمامة من المواقع.
نداء إلى حل عاجل
يبقى انتشار هذه الحفر داخل أحياء الرقة خطرًا مستمرًا على حياة الأهالي وممتلكاتهم، ويحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المختصة لإعادة تأهيل المواقع وتأمين سلامة السكان، خصوصًا أن الإهمال المستمر يزيد من احتمالية وقوع حوادث مأساوية وخسائر مادية وبشرية لا تُحمد عقباها.