باشر 8,300 طالب وطالبة من طلاب شهادة التعليم الأساسي في مدينة الرقة، اليوم السبت 21 حزيران 2025، أداء امتحاناتهم النهائية داخل مدينتهم. جاء ذلك بعد انقطاع دام أكثر من اثني عشر عامًا بسبب توقف التعليم وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية.
معاناة لسنوات طويلة
اضطر الطلاب وأسرهم طوال الأعوام الماضية إلى السفر إلى محافظات أخرى لأداء الامتحانات، بسبب غياب المرافق التعليمية والأمان داخل الرقة. كما اعتمد كثير من الطلاب على الدروس الخصوصية لدراسة مناهج حكومة دمشق. شكّل ذلك عبئًا ماديًا ونفسيًا كبيرًا على الأهالي وأبنائهم.
ولم تكن تكاليف الدروس وحدها ما أرهق الأسر، فقد أُضيف إليها مشقة السفر ومخاطره وطول المسافة، ما زاد من قلق الطلاب وأسرهم وأثر على مستواهم الدراسي بسبب ضغوط التنقل والإرهاق.
أجواء مريحة وطمأنينة كبيرة
استعاد الأهالي شيئًا من الاستقرار مع بدء الامتحانات داخل الرقة. وأعرب السيد علي العلي (40 عامًا)، وهو ولي أمر طالب، لـ”سوريا 24” عن سعادته قائلًا: “نشعر بفرحة كبيرة واطمئنان لأن أبناءنا يؤدون امتحانات شهادة التعليم الأساسي داخل الرقة. ذلك يوفر عليهم مشقة السفر ومخاطره ويمنحنا راحة البال.”
أما الطالب عدي العلي، فقد أشاد بأجواء الامتحانات والتسهيلات المتوفرة. قال: “كل شيء مهيّأ لنا، والقاعات مريحة ومجهّزة بشكل جيد، ما يساعدنا على التركيز وتقديم أفضل أداء.”
مراكز مؤهّلة واهتمام مستمر
جرت امتحانات شهادة التعليم الأساسي داخل 19 مركزًا امتحانيًا ضمّت 415 قاعة مجهّزة بالمستلزمات. وأكّد مسؤول من لجنة التربية والتعليم في الرقة أن الجهات المشرفة تعمل على تطوير البنية التعليمية، وتدريب الكوادر، وتوفير الموارد اللازمة. الهدف هو استقرار العملية التعليمية ومساعدة الطلاب على النجاح والتفوّق.
دير الزور: 2,605 طلاب و12 مركزًا
أما في دير الزور، فقد بدأت امتحانات شهادة التعليم الأساسي لـ2,605 طلاب وطالبات، موزّعين على 12 مركزًا امتحانيًا. وتغطي المراكز القرى السبع الممتدة بين الجنينة ومحيميدة بريف دير الزور، وهي المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “قسد”.
بداية واعدة للتعافي
يمثّل إجراء امتحانات شهادة التعليم الأساسي داخل الرقة ودير الزور نقطة تحوّل كبيرة. يشير ذلك إلى بدء تعافي العملية التعليمية بعد سنوات من التوقّف والمعاناة. كما يمنح الطلاب والأهالي أملًا بمستقبل تعليمي مستدام، ويعزّز الاستقرار والنمو في قطاع التعليم بالمناطق التي شهدت ظروفًا صعبة لسنوات طويلة.