أعلن الدفاع المدني السوري عن وقوع “مجزرة دامية” جراء تفجير إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة، شرقي العاصمة دمشق، مساء اليوم الأحد 22 حزيران، مشيراً إلى سقوط أكثر من 15 قتيلاً وعدد من الجرحى، في حصيلة أولية.
وأوضح أن فرق الطوارئ تعمل على نقل الجثامين والمصابين إلى مشافي العاصمة، بالتعاون مع الجهات المعنية، وسط جهود مكثّفة لتأمين محيط الكنيسة بعد الانفجار.
وزارة الداخلية السورية أعلنت أن انتحارياً تابعاً لتنظيم داعش الإرهابي اقتحم كنيسة القديس مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، حيث أطلق النار على المصلين قبل أن يفجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأضافت أن الوحدات الأمنية سارعت إلى تطويق المكان، فيما بدأت الفرق المختصة بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم.
ووفق معلومات حصلت عليها “سوريا 24″، وقع الانفجار أثناء قدّاس حضره عدد كبير من المصلين، حيث اقتحم شخصان مسلحان الكنيسة وشرعا بإطلاق النار بشكل عشوائي، قبل أن يفجّر أحدهما نفسه وسط الحضور.
وأفاد مراسلنا بأن أصوات الانفجار وإطلاق الرصاص تسببت بحالة من الذعر، في حين سارعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى موقع الحادث، ونقلت المصابين إلى عدد من مشافي العاصمة، من بينها مشفى دمشق.
وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو المتداولة من موقع التفجير حجم الدمار الكبير الذي خلّفه الهجوم، إذ بدت آثار الانفجار واضحة على جدران الكنيسة ومقاعدها، إلى جانب انتشار الأشلاء وبقع الدم في أرجاء المكان، ما يعكس شدة العنف الذي ضرب المصلّين أثناء الصلاة.
في الأثناء، فرضت قوى الأمن طوقاً مشدداً حول الكنيسة، وبدأت بعمليات تمشيط بحثاً عن مشتبه بهم أو عبوات ناسفة لم تنفجر.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصوّرة توثّق لحظة التفجير، وسط حالة من الهلع والفوضى بين الموجودين، فيما أكدت قناة “الإخبارية السورية” أن الهجوم نُفّذ بواسطة انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” عن مصدر أمني وصفه للهجوم بـ”الإرهابي”، مؤكداً وقوع ضحايا في صفوف المصلين.
وفي أول تعليق رسمي، أدان وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى التفجير، واصفاً إياه بـ”العمل الجبان الذي يتعارض مع قيم المواطنة والسلم الأهلي”. وأكد، في تغريدة عبر منصة “X”، أن السوريين موحَّدون في مواجهة الإرهاب، مشدداً على أهمية تعزيز التآخي بين جميع مكونات المجتمع، والتمسك بقيم المواطنة المتساوية. كما جدّد التزام الدولة بمحاربة التنظيمات الإجرامية وضمان أمن المواطنين وسلامتهم.
وتُعدّ كنيسة مار إلياس من أبرز الكنائس الأرثوذكسية في دمشق، وتستقطب مئات المصلين خلال المناسبات الدينية، ما يجعلها من المعالم الروحية والتاريخية البارزة في المدينة.