أعلن محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن،اليوم الخميس، ما وصفه بـ “البشرى” لأهالي جبل الزاوية وسكان محافظة إدلب عامة، بإقرار تنفيذ مشروعين حيويين من شأنهما تحسين الواقع المائي المتردي في المنطقة، وذلك عقب أيام من نشر تقرير لموقع “سوريا 24” سلط الضوء على معاناة الأهالي مع أزمة مياه الشرب في تلك المناطق.
وأوضح المحافظ أن المشروع الأول يشمل إعادة تجهيز محطة مياه “اللج”، التي ستتولى إيصال المياه إلى بلدات جبل الزاوية، مما يسهم في التخفيف من معاناة السكان المستمرة منذ سنوات. كما أعلن عن اعتماد تشغيل محطة “عين الزرقا” بشكل كامل، وهي محطة استراتيجية ستغطي نحو 70% من احتياجات محافظة إدلب من مياه الشرب، وتمتد خدماتها لتشمل مدينة معرة النعمان والمناطق المحيطة بها.
وجاء هذا الإعلان بعد قرابة عشرة أيام من نشر تقرير لـ”سوريا 24” كشف حجم الكارثة المائية التي تعاني منها قرى جبل الزاوية، والتي تضم 38 بلدة، كانت تعتمد سابقًا على منظومة محطات مشروع “اللج” قبل أن تخرج عن الخدمة منذ عام 2013 نتيجة الاستهداف المباشر من قبل النظام السابق.
وأكد المهندس عيسى أحمد كبيش، مدير الدراسات في المؤسسة العامة لمياه إدلب، في تصريحات خاصة للمنصة، أن غياب هذه المنظومة الحيوية ترك أثرًا بالغًا على سكان المنطقة، مشيرًا إلى أن البنية التحتية للمياه تضررت بشكل كبير، وأصبحت القرى تعتمد على صهاريج المياه بأسعار مرتفعة تتراوح بين 500 و700 ليرة تركية للصهريج الواحد، بحسب بُعد المسافة.
ورصد التقرير شهادات مباشرة من السكان العائدين إلى بلداتهم بعد سنوات من النزوح القسري، عبّروا فيها عن صدمتهم من الواقع الخدمي، ووصفوا الوضع المائي بأنه “أزمة شح خانقة”، تفاقمت بفعل الجفاف وتراجع منسوب المياه، حتى بات معدل الضخ لا يتجاوز نصف ساعة يوميًا، بعد أن كان يغطي ساعات النهار كاملة في السابق.
وتعد الاستجابة الحكومية بمثابة خطوة أولى نحو تحسين واقع المياه في المنطقة، وسط آمال الأهالي بأن تتحول هذه الوعود إلى واقع ملموس يخفف عنهم أعباء الحياة اليومية في ظل غياب الخدمات الأساسية منذ أكثر من عقد.