تشهد طرقات سهل الغاب بريف حماة الغربي أوضاعًا متردية، تفاقمت جراء سنوات الإهمال التي خلّفها النظام السابق، إضافة إلى عمليات التخريب والدمار الذي طال البنى التحتية نتيجة المعارك والقصف الجوي.
طرق لا تزال سيئة
وفي هذا السياق، أكد عبيدة يوسف، أحد سكان المنطقة، أن “بعض الطرقات أصبحت حيوية وعادت للعمل بعد تحرير المنطقة، خاصة تلك الواصلة إلى جسر الشغور والمتجهة من دمشق”، لكنه استدرك قائلًا إن “حالة هذه الطرق لا تزال سيئة، وتعيق حركة السير في بعض الأحيان”.
وأوضح في حديث لمنصة “سوريا 24“، أن “الحفر الكبيرة منتشرة على طول الطرق، وبعض الطرق الرئيسية أصبحت متهالكة بالكامل”، مشيرًا إلى أن السائقين “اضطروا إلى تغيير مساراتهم وسلك طرق بديلة أقل تضررًا، مما يؤدي إلى زيادة المسافات وتكبّد المزيد من الوقت والجهد”.
خطر حقيقي على المدنيين
بدوره، شدد إبراهيم العطية، أحد سكان سهل الغاب، على أن “الوضع السيئ للطرقات يشكل خطرًا حقيقيًا على المدنيين”.
وقال إن “معظم القرى تعرضت طرقها للتدمير نتيجة الاستهداف الجوي من قبل الطيران الحربي التابع لنظام الأسد”.
وأضاف في حديث لمنصة “سوريا 24“، أن “كثرة الحفر والتدهور في حالة الطرق أدت إلى تسجيل حوادث مرورية متكررة”، لافتًا إلى أن هذا الواقع “يعيق أيضًا حركة سيارات الإسعاف، ويؤخر وصولها إلى المستشفيات”، مستذكرًا أن “بعض الجسور قد دُمّرت بالكامل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، جسر بلدة التوينة، مما زاد من خطورة الوضع على الأهالي”.
إهمال النظام السابق للبنية التحتية
بدوره، قال فايز لطوف، مدير منطقة الغاب، إن “وضع الطرقات العامة والفرعية في سهل الغاب سيئ للغاية”، مشيرًا إلى أن ذلك يعود إلى “إهمال النظام السابق للبنية التحتية، وتعمد قوات النظام تخريب الطرق وحفرها وإعاقة الحركة المرورية بين المناطق”.
وأشار لطوف في حديث لمنصة “سوريا 24“، إلى أن هناك عددًا من الطرقات الأكثر احتياجًا للصيانة، من بينها طريق السقيلبية – القرقور الذي يربط مدينة السقيلبية بالمنفذ المؤدي إلى إدلب وجنوب تركيا، إضافة إلى الطريق الرابط بين قريتي العنكاوي وزيزون، والذي وصفه بأن “حاله متهالك بشكل كامل”، فضلًا عن طريق الغاب الأوسط، وطريق السقيلبية – مرداش – جسر الشغور، الذي قال إنه “يعاني من تدهور كبير في البنية التحتية مع كثرة الحفر والتشققات”.
ضعف الإمكانات يؤخر إعادة التأهيل
ولفت المسؤول المحلي إلى أنه “لا توجد خطة زمنية واضحة لإعادة تأهيل هذه الطرق بسبب ضعف الإمكانيات”.
وأكد أن “مجبل الإسفلت الموجود في مدينة حماة متوقف عن العمل، ما زاد من تعقيد الوضع”. وأشار إلى أنه تم طلب عدد من السيارات الخاصة بالإسفلت لترميم بعض الطرقات، لكن تنفيذ أعمال الصيانة “تم تأجيله حتى إشعار آخر”، مضيفًا أن المديرية قامت بإعداد “مجموعة دراسات ميدانية” عبر مديرية الخدمات في السقيلبية، لتحديد أولويات إعادة تأهيل الطرق في المستقبل.
ووسط كل ذلك، تبقى إعادة تأهيل الطرقات في سهل الغاب تحديًا كبيرًا يتطلب تدخل الجهات المعنية ودعم المنظمات الدولية لتحسين البنية التحتية، وتسهيل حركة المواطنين والخدمات الأساسية، خاصة في ظل الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها السكان.