أطلق مشفى السقيلبية الوطني، برعاية مديرية صحة حماة، حملة تبرع بالدم بمشاركة عدد من أهالي المنطقة.
وتهدف الحملة إلى دعم مرضى التلاسيميا الذين يحتاجون إلى وحدات دم بشكل دوري ومستمر، وذلك ضمن جهود تطوعية تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالدم كعمل إنساني وإنقاذي.
وتسعى الحملة إلى تأمين الكميات اللازمة من الدم للمرضى في المنطقة التي تضم نحو 560 حالة مصابة بمرض التلاسيميا، وهو اضطراب وراثي يتطلب عمليات نقل دم مستمرة طوال الحياة، ما يجعل توفر الدم الآمن أمراً حيوياً لا يمكن الاستغناء عنه.
الحاجة إلى بنك دم دائم لتخفيف معاناة المرضى
وقال الدكتور طعمة شحادة، مدير مشفى السقيلبية الوطني، إن “المشروع يأتي في إطار دعم المرضى الذين يعانون من نقص كبير في وحدات الدم، خصوصاً في حالات الطوارئ”.
وأشار في حديث لمنصة سوريا ٢٤، إلى أن عدد المرضى في المنطقة يصل إلى 560 مصاباً، معظمهم يقطنون في نطاق جغرافي واسع يمتد من جسر الشغور إلى مصياف، ومن جبال الساحل وحتى مدينة حماة.
وأضاف شحادة أن “المشاكل التي تواجه المرضى متعددة، أولها عدم توفر بنك دم في مشفى السقيلبية، مما يدفع الكثيرين منهم إلى التوجه إلى مشفيي حماة الوطني أو مصياف، وهما الأقرب من حيث توفر هذه الخدمة”.
وأكد قائلا: “إن إنشاء بنك دم في المشفى سيخفف على المرضى وأهلهم عناء التنقل والتكاليف الباهظة”.
سنوات النزوح زادت المعاناة
بدوره، تحدث أحمد لطوف، من قرية الشريعة في سهل الغاب، الذي يعاني من وجود ثلاثة أبناء مصابين بالمرض، عن رحلة العذاب التي يعيشها منذ عودته مع عائلته بعد نزوح استمر أربع سنوات.
وقال لطوف في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “كل فترة نحتاج إلى تبديل الدم لأطفالنا، وأقرب مركز موجود هو مشفى السقيلبية، لكنه غير مجهز لاستقبال مثل هذه الحالات بسبب غياب بنك الدم”.
ولفت إلى أنه مضطر للذهاب إلى مدينة حماة، “مع ضرورة توفير المتبرع، الأمر الذي يشكل عبئاً مادياً ومعنوياً على العائلة كلها”.
مواطنون يستجيبون لنداء الإغاثة
أما فهد فرحة، أحد أهالي قرية السقيلبية، فأكد أن مشاركته في الحملة تأتي “من أجل دعم مرضى التلاسيميا الذين يحتاجون إلى التبرع بوحدات دم باستمرار”، مبيناً أن “غياب بنك الدم في المشفى المحلية يجعل الجميع يعانون من البحث عن الدم وقت الحاجة”.
وقال فرحة في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “هذه الحملة فرصة كبيرة لنا جميعاً للمشاركة في تخفيف المعاناة عن المرضى وذويهم، ونتمنى أن تتكرر مثل هذه المبادرات، بل وأن يصار إلى إنشاء بنك دم دائم في المشفى حتى نستطيع تقديم الدعم الفوري وقت الحاجة”.
التأكيد على أهمية بنوك الدم المحلية
تأتي الحملة ضمن جهود متزايدة من قبل الجهات الصحية المحلية وفعاليات المجتمع المدني لجذب انتباه المسؤولين إلى ضرورة إنشاء بنوك دم في المناطق التي تشهد كثافة سكانية وانتشاراً لحالات مرضية تحتاج إلى خدمات صحية خاصة.
ومع تصاعد الحاجة إلى الخدمات الطبية المتخصصة، يأمل المرضى وأهاليهم أن تكون هذه الحملة بداية لخطوات عملية تسهم في تحسين الواقع الصحي في المنطقة، وتخفف من معاناتهم اليومية.