تقنين المياه يهدد الزراعة في ريف الرقة الشمالي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يواجه مزارعو ريف الرقة الشمالي أزمة مائية حادة ناجمة عن تراجع واردات نهر الفرات، إلى جانب تطبيق نظام تقنين صارم على قنوات الري. هذا الواقع يهدد المحاصيل الصيفية التي تُعد مصدر رزق أساسي لغالبية السكان، في منطقة يعتمد أكثر من 80% من أهلها على الزراعة كمورد دخل رئيسي.

جفاف الحقول وخسائر وشيكة

تتأثر المحاصيل الزراعية الحيوية مثل القطن، الذرة والخضروات بجفاف التربة وقلة المياه، ما ينذر بخسائر اقتصادية فادحة قد تطال البنية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة بأكملها.

وفي تصريح لـ سوريا 24، قال المزارع أحمد العلي (45 عاماً) من قرية حزيمة: “كل عام نواجه صعوبة أكبر في تأمين المياه لري حقولنا، ومع التقنين الحاد هذا العام فقدنا جزءاً كبيراً من المحاصيل الصيفية. الوضع يزداد سوءاً ولا نجد من يستجيب لمناشداتنا.”

نظام التقنين: ضرورة فنية أم معضلة يومية؟

أفاد مكتب الري التابع للجنة الزراعة في الرقة، في تصريح خاص لـ سوريا 24، بأن التقنين المائي المفروض جاء نتيجة لانخفاض منسوب مياه نهر الفرات في المناطق العليا، بسبب الجفاف المتكرر وازدياد الطلب على المياه في الدول المجاورة.
وأضاف المكتب أن نظام التقنين المطبق على قنوات الري الفرعية المتصلة بـ قناة البليخ، يقوم على مبدأ التناوب بين المناطق الزراعية، حيث يتم تزويد كل مشروع مائي بالمياه لمدة ثلاثة أيام تليها ثلاثة أيام من الانقطاع. وبيّن أن الهدف هو ضمان وصول المياه إلى كافة المناطق المستفيدة، بما فيها قرية مطب البو راشد الواقعة في أقصى شرق شبكة القنوات.

لكن التطبيق العملي لهذا النظام تسبب بتراجع القدرة على ري الأراضي بشكل منتظم، ما دفع العديد من المزارعين إلى الامتناع عن زراعة أراضيهم هذا الموسم.

مطالب المزارعين: تحرك عاجل قبل فوات الأوان

وفي حديث لـ سوريا 24، قال المزارع فاضل حسن (38 عاماً) من قرية تشرين: “الماء هو حياة أراضينا، ونقصه يعني خسارة المحاصيل ومصدر دخلنا. نأمل أن تتدخل الجهات المختصة بسرعة لإيجاد حلول تخفف من معاناتنا وتحافظ على مستقبل زراعتنا.”

دعوات لحلول مستدامة وتقنيات حديثة

يطالب المزارعون بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين إدارة الموارد المائية، وتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم لضمان وصول المياه بشكل كافٍ إلى الأراضي الزراعية. كما دعوا إلى إدخال تقنيات ري حديثة وأكثر كفاءة، تساعد في تقليل الفاقد وتعظيم الاستفادة من المياه المتوفرة.

الحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد

تكشف أزمة المياه في ريف الرقة الشمالي عن تحديات بنيوية تتطلب اعتماد استراتيجية متكاملة ومستدامة لضمان أمن المياه والغذاء في المنطقة. ويتطلع المزارعون إلى تدخل جدي من الجهات المسؤولة للحد من الأضرار وحماية مستقبل القطاع الزراعي الذي يشكّل العمود الفقري لاقتصاد الريف.

مقالات ذات صلة