شهدت العاصمة دمشق، يوم أمس السبت، جلسة حوارية حملت عنوان “المرأة السورية في الإعلام وآفاق دورها في سورية الجديدة”، نظمها اتحاد الصحفيين السوريين ضمن سلسلة ورشات وجلسات مهنية تهدف إلى تطوير واقع الإعلام السوري وتعزيز مشاركة النساء في هذا القطاع الحيوي.
أدارت الجلسة الصحفية آلاء محمد، بمشاركة عدد من الصحفيات والعاملات في الشأن العام، اللاتي ناقشن تجاربهن والتحديات التي تعترض عملهن الإعلامي، لا سيما في ظل الأوضاع الاجتماعية والسياسية الراهنة في البلاد.
وفي تصريح خاص لمنصة “سوريا 24″، أكد براء عثمان، أمين العلاقات الداخلية والخارجية في اتحاد الصحفيين، أن هذه الجلسة تأتي امتدادًا لسلسلة من الورشات المهنية التي أطلقها الاتحاد، كان أولها ورشة الصحافة الاستقصائية، مشيرًا إلى أن ورشة اليوم خُصصت للمرأة السورية في الإعلام، بهدف تسليط الضوء على واقعها المهني وتعزيز تمكينها.
وقال عثمان: “استمعنا إلى أبرز التحديات التي تواجه الإعلاميات، وسجلنا ملاحظاتهن ومقترحاتهن، وسنعمل كاتحاد على إيصال أصواتهن إلى الجهات الرسمية لتذليل العقبات وتعزيز حضور المرأة في الإعلام، لما لها من دور محوري في بناء سورية الجديدة، خاصة أن النساء لعبن دورًا هامًا في الثورة السورية”.
من جانبها، أشارت الصحفية والمحامية نور عويس، المسؤولة الإعلامية في شبكة المرأة السورية، إلى أن الجلسة أظهرت توافقًا لافتًا بين المشارِكات حول مطالب واضحة وموحَّدة، تتعلق بحماية الصحفيات وضرورة سن قوانين تمنع التحرش وخطاب الكراهية وتعزز المهنية في التعامل مع النساء العاملات في الإعلام.
وتابعت عويس: “ما لفتني هو وحدة الصوت النسائي في المطالب. كان هناك نقاش واختلافات طبيعية في الرأي، لكن الجميع اتفق على الحاجة إلى إجراءات تحمي النساء في هذا القطاع، وتؤسس لتعاون أكبر مع اتحاد الصحفيين في صياغة بيئة مهنية آمنة”.
أهمية الجلسة في السياق الحالي
تكتسب هذه الجلسات أهمية خاصة في ظل التغيرات التي تمر بها سوريا، حيث تتقاطع أدوار النساء في الإعلام مع مسارات التحول المجتمعي والسياسي. وتتيح مثل هذه الفعاليات الفرصة أمام الصحفيات لتبادل الخبرات وطرح التحديات التي يواجهنها، من أجل الدفع باتجاه سياسات أكثر عدلًا وإنصافًا داخل المؤسسات الإعلامية.
كما تعكس المبادرة رغبة متزايدة في إشراك النساء في صياغة الخطاب الإعلامي الوطني، بما يضمن شمولية التغطيات وتنوع وجهات النظر، وهي خطوة أساسية نحو بناء إعلام مهني ومجتمع أكثر ديمقراطية.
ويمثل إشراك اتحاد الصحفيين في هذه النقاشات مؤشرًا على بداية تبلور شراكة محتملة بين المؤسسات النقابية والكوادر النسائية، قد تمهد لبلورة ميثاق مهني أكثر حساسية لقضايا المرأة، ويضمن تمثيلها العادل في صناعة الإعلام السوري خلال المرحلة المقبلة.