في مشهد يعكس طموحات شباب محافظة الرقة وتفانيهم، أُقيم دوري كروي محلي في مزرعة الأسدية بمشاركة اثني عشر فريقًا يمثلون مختلف أرياف المحافظة. جاءت هذه المبادرة ثمرة جهود فردية من لاعبين ومهتمين بالشأن الرياضي، وسط غياب تام لأي دعم رسمي مستدام، رغم توفّر طاقات ومواهب رياضية واعدة تستحق الرعاية والاهتمام.
تحديات كبيرة وإرادة أكبر
على الرغم من محدودية الإمكانات المادية والتقنية، نجح القائمون على الدوري في تنظيمه باحترافية عالية، حيث وُضع جدول دقيق للمباريات، واستُعين بحكم محترف لضمان نزاهة التنافس. وقد ساهمت الأجواء التنافسية والروح الرياضية العالية في إنجاح هذا الحدث، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية بين مناطق الريف، وتشجيع الشباب على الانخراط في أنشطة رياضية بنّاءة، إلى جانب اكتشاف ودعم المواهب الصاعدة التي تفتقر إلى الفرص.
شهادات من قلب الحدث
أعرب اللاعب علي الحسين من فريق الأسدية عن فخره بما تحقق، قائلًا في تصريح خاص لـ سوريا 24: “نحن نملك الكثير من المواهب، لكن الإهمال والغياب التام للدعم من الجهات المختصة يعيقان تطورنا. هذا الدوري أُقيم بجهود شخصية من اللاعبين والمهتمين، ونحن نفخر بما أنجزناه رغم الصعوبات”.
أما المدرب خاشع الأحمد، فأوضح: “نادرًا ما تصلنا دعوات أو دعم من الجهات الرسمية. هذا الدوري، الذي تم تنظيمه ذاتيًا، يؤكد أن هناك رغبة حقيقية في الأرياف لتطوير كرة القدم رغم النقص في الإمكانات”.
بدوره، أكد أحمد الشامي، ممثل الجهة المنظمة، أن البطولة انطلقت بدافع الشغف لا غير:
“نحن كفريق منظّم بدأنا هذا المشروع بشغف وبدون أي دعم مالي أو لوجستي. نأمل أن تلتفت الجهات المعنية إلى مواهب كرة القدم في الأرياف وتدعمهم كما يستحقون”.
رد رسمي… وتأكيد على صعوبة المرحلة
من جانبه، صرّح مصدر مسؤول في لجنة الشباب والرياضة بمحافظة الرقة لـ سوريا 24 قائلًا: “ندرك تمامًا التحديات التي تواجه الرياضة الريفية في المحافظة، ونعمل على إيجاد حلول مستقبلية تدعم هذه الفئة المهمة من الشباب. إن هذا الدوري يُعد خطوة إيجابية، ونقدّر الجهود المبذولة من اللاعبين والمهتمين”.
وأضاف: “مع ذلك، هناك قيود مادية وموارد محدودة تؤثر على سرعة تنفيذ هذه الخطط، ونحن نأمل بتعاون الجميع لرفع مستوى الرياضة في الأرياف، لأنها ركيزة أساسية لبناء جيل رياضي قادر على المنافسة وتحقيق الإنجازات”.
جوائز محفّزة ورسالة أمل
سيشهد ختام الدوري توزيع جوائز نقدية وعينية تقديرًا لجهود الفرق واللاعبين، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحافز وتشجيع المزيد من الشباب على المشاركة في الأنشطة الرياضية.
هذا الدوري ليس مجرد حدث رياضي، بل رسالة واضحة تعبّر عن إصرار المجتمع المحلي في ريف الرقة على النهوض بالرياضة رغم كل التحديات، بانتظار أن يلقى هذا الحراك الشبابي صدى حقيقيًا لدى الجهات المعنية والداعمين.
