في حادثة غير مسبوقة، تحولت أعمال حفر بئر ماء في مسجد قرية عكوبر بريف دمشق إلى مفاجأة صادمة، بعد أن اشتعلت النيران فجأة داخل الحفرة، وسط تصاعد رائحة غاز قوية، الأمر الذي دفع الأهالي إلى الاعتقاد بوجود حقل غاز طبيعي في المنطقة.
القصة بدأت، بحسب ما أفاد أهالي القرية لمنصة “سوريا 24“، أنه بعدما تبرّع أحد أهل الخير من مدينة التل بحفر بئر مياه للمسجد، بدأت الحفارة عملها فاشتعلت النيران، وأثناء لحام غطاء البئر أيضًا اشتعلت شرارة نارية، ما زاد من الشكوك بوجود غاز في البئر، وخاصة أنه بلا رائحة.
وبعد اندلاع شرارة نارية اشتعلت في الحفرة، أرسل السكان بلاغًا فوريًا إلى الجهات المختصة، التي أوفدت فريقًا من المهندسين للكشف عن الموقع، وأبلغت الأهالي بضرورة الانتظار لمدة 20 يومًا لحسم طبيعة المادة المتسربة.
لكن، ومع مرور أكثر من شهر على الحادثة، ما تزال النار مشتعلة من فوهة البئر دون توقف، ما أثار تساؤلات وشكوك السكان حول طبيعة المادة المشتعلة، والتأخر الرسمي في اتخاذ أي إجراء حاسم.
رئيس بلدية عكوبر، حسن صالح إسماعيل، قال في حديث خاص لـ”سوريا 24“: “منذ أكثر من شهر وسبعة أيام، أُبلغنا أن البئر المشتعل قد يكون نتيجة لتسرّب غاز طبيعي. المختصون الذين زاروا الموقع أكدوا أن استمرار الاشتعال لفترة طويلة يعني غالبًا أننا أمام غاز طبيعي، وليس مجرد غازات عابرة أو تسرب بسيط”.
وتابع إسماعيل: “آخر تصريح وصلنا كان من معاون وزير النفط، وأكد أنه في حال استمر الاشتعال لأكثر من شهر، فالأمر على الأغلب يعود لمصدر طبيعي للغاز. وأُبلغنا أنه سيتم تحديد موقع للتنقيب، إلا أن أي خطوات فعلية لم تبدأ حتى الآن”.
وأشار رئيس البلدية إلى أن آخر زيارة للموقع كانت من قبل معاون وزير النفط، الذي طلب إبقاء الشعلة مشتعلة إلى أن تتضح النتائج بشكل نهائي، لكن منذ ذلك الحين لم تعد أي جهة رسمية لمتابعة المسألة، ولم يتم اتخاذ خطوات تنفيذية على الأرض.
وحول احتمالية وجود حقل غاز واسع في المنطقة، أشار إسماعيل إلى أن بعض المهندسين تحدثوا عن احتمال امتداد الحوض الغازي من عكوبر باتجاه مناطق مجاورة مثل قارة، معربا، الحوش، والتواني، مستندين بذلك إلى دراسات قديمة تعود إلى فترة النظام السابق، حيث وُضعت إشارات على مواقع محتملة لاستخراج الغاز شمال شرق القرية، لكنها لم تُفعّل لاحقًا.
وعن الأثر البيئي المحتمل، أوضح رئيس البلدية أن احتراق الغاز المستمر قد يكون أقل ضررًا من تسربه دون اشتعال، لكنه شدد على ضرورة إيجاد حل آمن ومستدام لهذه الظاهرة: “إذا قمنا بإطفاء الشعلة، سيستمر الغاز بالتسرب، ما يشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا. لا بد من حلول فنية مختصة لإغلاق الحفرة ومنع التسرب بطريقة آمنة، أو اتخاذ قرار فوري بالتنقيب إن ثبت وجود حقل غاز فعلي”.
ورغم الحديث عن إمكانية وجود حقل غاز حقيقي، لا تزال الجهات المعنية تلتزم الصمت حيال الخطوة التالية، ما يثير قلق السكان من استمرار تسرب الغاز دون إدارة رسمية أو إجراءات أمان واضحة.