ديانا هساري من الحسكة… عازفة النور التي أبصرت الحياة بالموسيقى

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

في مدينة الحسكة، وُلدت ديانا هساري عام 2002 فاقدة نعمة البصر، لكنها لم تفقد الإحساس بالحياة ولا شغفها الداخلي. لم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة بسبب إعاقتها البصرية، إلا أن هذا الواقع لم يكن حاجزًا أمام أحلامها، بل دافعًا للاستمرار في طريقٍ مختلف.

تقول ديانا إن الموسيقى كانت منذ طفولتها مصدر عزاء وإلهام، وكانت تقضي ساعات طويلة تستمع عبر التلفاز لأصوات المطربين والعازفين، لتتولد في داخلها رغبة جارفة في أن تكون جزءًا من هذا العالم الساحر، رغم أنها لم تكن ترى تفاصيله.

رحلة مع البزق… من الطفولة حتى الاحتراف

في لحظة فارقة من حياتها، قام والدها، الذي تعتبره سندها الأول والداعم الأساسي في مسيرتها، بشراء بزق صغير لها عندما كانت لا تزال طفلة. ومن هنا بدأت الحكاية. لم يكن في محيطها من يعلمها العزف، لكنها أصغت لحسها الموسيقي واعتمدت على أذنها وإحساسها، وبدأت تدريجيًا بإنتاج ألحان بسيطة، تحسنت مع مرور الوقت والمثابرة.

تقول ديانا: “في البداية لم أكن متمكنة، لكنني لم أستسلم، استمريت بالمحاولة حتى بدأت أشعر بأنني أتقن العزف.” وعندما بلغت الثامنة عشرة من عمرها، بادر والدها مرة أخرى بشراء بزق احترافي أكبر، وسجّلها في دورات موسيقية متخصصة لصقل موهبتها. وتضيف: “والدي هو مشجعي الوحيد والدافع الذي جعلني أؤمن أكثر بحلمي.”

الموسيقى… صبر، وشفاء، وأسلوب حياة

تبدأ ديانا يومها منذ التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا بالعزف والتدريب المتواصل. تعتبر أن الموسيقى لم تعد مجرد هواية، بل أصبحت أسلوب حياة، ومصدرًا للصبر والطاقة والإلهام. وتقول: “الموسيقى تنسيني إعاقتي وتملأ وقتي بالأمل. أصبحت جزءًا مني لا يمكنني الانفصال عنه.”

البزق، كما تصفه، لم يعد آلة موسيقية فقط، بل صديقًا وأداة تواصل مع العالم، وجسرًا يربطها بالحياة وبالآخرين من خلال الألحان.

طموح لا يعرف الحدود

تحلم ديانا بأن تصبح فنانة معروفة، تعزف وتغني في المهرجانات، ليس فقط داخل سوريا، بل على المسارح العالمية. وتقول: “أؤمن أن الفن لا يعرف حدودًا، ولا يرى بالعين، بل يُحس بالقلب.”

رغم التحديات، تواصل ديانا طريقها بثقة وثبات، وتطمح لأن تكون قصتها مصدر إلهام لذوي الإعاقة وكل من يواجه صعوبات في تحقيق أحلامه. تؤمن أن الإرادة قادرة على كسر الحواجز، وأن الفن هو الحاسة السادسة التي تبصر بها الأرواح.

مقالات ذات صلة