تشهد مدينة القامشلي موجة متصاعدة من التذمر والاستياء بين الأهالي نتيجة التدهور الملحوظ في جودة الخدمات المقدّمة في معظم المطاعم، إلى جانب الارتفاع الكبير وغير المبرر في الأسعار، وسط غياب شبه تام للرقابة الصحية. وأفاد عدد من السكان لمنصة سوريا 24 أن تناول الطعام في الخارج لم يعد خيارًا آمنًا، بل تحول إلى خطر مباشر على الصحة.
أسعار مبالغ بها دون مبرر
أشار عبد العزيز الحمود في حديثه إلى سوريا 24 أن أسعار الوجبات داخل المطاعم باتت “خيالية”، لافتًا إلى أن سعر فروج مشوي وصل إلى 80 ألف ليرة سورية، رغم أن كيلو الفروج النيء في السوق لا يتجاوز 25 ألفًا. وأضاف أن وزن الفروج لا يتعدى كيلو وربع، ما يثير تساؤلات حول التفاوت الكبير في الأسعار.
أما أسعار المشاوي، بحسب الحمود، فقد ارتفعت بشكل غير مبرر، حيث بلغ كيلو الكباب 225 ألف ليرة، وكيلو الشقف 235 ألفًا، رغم أن سعر كيلو لحم الغنم أو العجل في الأسواق لا يتجاوز 100 ألف ليرة. واعتبر أن هذا الفرق الكبير يعكس استغلالًا واضحًا من قبل بعض المطاعم.
تدهور في مستوى النظافة والجودة
من جانبه، تحدث أبو محمد عن تجربة سيئة مرّ بها بعد طلب وجبة فروج مشوي من أحد المطاعم المعروفة، موضحًا أن نصف الفروج كان نيئًا، والطهي لم يتم على الفحم كما هو مفترض. كما أشار إلى أن كريم الثوم كان بلا نكهة أو رائحة، في حين أن الخضار المرافقة بدت ذابلة وكأنها غير طازجة.
وأكد أبو محمد أنه اضطر لرمي جزء كبير من الطلب خوفًا على صحة أولاده، موضحًا أن الطعام الجاهز لم يعد خيارًا آمنًا في ظل هذا التردي.
غياب الرقابة وتراجع في المعايير الصحية
بدوره، قال محمد صالح (أبو صالح) لـ سوريا 24 إن العديد من مطاعم المدينة لم تعد تلتزم بالحد الأدنى من النظافة أو الجودة، مشيرًا إلى أن بعض أصحاب هذه المنشآت يحتفظون باللحوم لفترات طويلة داخل البرادات، ما يؤدي إلى فقدانها للطعم والرائحة. وأضاف أن الهدف الأساسي لهؤلاء بات الربح فقط، دون اكتراث بصحة الزبائن أو السلامة الغذائية.
وأوضح أن الزائر لأي من هذه المطاعم يلاحظ بسهولة الأرضيات المتّسخة، الطاولات التي لا تُنظّف، وأدوات الطعام التي قد تحتوي على بقايا أو أوساخ واضحة، مما يزيد من القلق تجاه سلامة تناول الوجبات خارج المنزل.
حالات تلوث ومخاطر صحية متكررة
أفاد أبو الحسن أن الوضع الحالي بات “مزريًا”، وروى كيف وجد شعرًا في إحدى الوجبات التي طلبها من أحد مطاعم السوق، بالإضافة إلى رائحة زيت قديم تُشير إلى استخدامه المتكرر دون تغيير. وأشار إلى أن غياب الإجراءات الرقابية الصارمة شجّع المطاعم على الاستمرار في تقديم طعام بمستوى متدنٍ، مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع قد يجعل من التسمم الغذائي أمرًا معتادًا في المدينة.
كما أضاف أبو محمد أن تجربة مشابهة وقعت معه عند شراء صندويش من مطعم يحمل اسمًا شهيرًا في المدينة، حيث وجد شعرًا داخل الطعام، ما يعكس ضعفًا في معايير النظافة والرقابة.
دعوات لتحرّك فوري
طالب العديد من الأهالي عبر سوريا 24 الجهات المعنية بالتحرك الفوري لضبط الفوضى في قطاع المطاعم، من خلال فرض رقابة صحية صارمة، ومحاسبة المخالفين، وضمان تطبيق المعايير الصحية الأساسية. كما دعوا إلى تحديد أسعار رسمية عادلة للحد من الاستغلال، وحماية صحة السكان من مخاطر التسمم وسوء التغذية.