الأتارب تحيي الذكرى الثالثة عشرة لتحريرها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

أحيت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لتحريرها من قوات النظام السوري، وسط أجواء احتفالية امتزج فيها الفرح بالوفاء، واستُذكرت فيها تضحيات من سقطوا دفاعًا عن الحرية، لتبقى الأتارب واحدة من أولى المدن الثائرة وأهم معاقل الثورة في شمال غرب سوريا.

ويعود تاريخ التحرير إلى 2 تموز 2012، بعد مقاومة طويلة تكللت بالمعركة المفصلية التي دارت في 14 شباط 2012، حين واجه أبناء المدينة قوات النظام السوري في مواجهة شرسة، أسفرت عن مقتل نحو 135 عنصرًا من قوات الأسد، كما أفاد الناشط المحلي أحمد هاشم في حديث خاص لمنصة سوريا 24.

وقال هاشم: “لم تكن معركة عسكرية فحسب، بل كانت صرخة من مدينة رفضت الظلم وأصرت على أن تنصر درعا وكل المدن السورية التي نادت بالحرية”.

من سطّر النصر؟

قاد عملية تحرير الأتارب مجموعة من القادة، من أبرزهم مصطفى عبد الرزاق وأحمد الفج، والمجموعات الثورية التي تنتمي لمكونات محلية وأخرى من القرى المجاورة.

وقد رفضت المدينة الانكسار، رغم أن قوات النظام سيطرت على وسطها مؤقتًا، لكنها فشلت في فرض سيطرتها الكاملة على محيطها، نتيجة الحصار الشعبي والمقاومة المسلحة التي كانت تنطلق من الأحياء والأطراف المحررة.

واعتبر الناشط يوسف عبيد أنّ الأتارب واكبت مراحل الثورة منذ بداياتها، وقال لمنصة سوريا 24: “الأتارب لم تنتظر حتى تصل الثورة إليها، بل خرجت تنصر درعا منذ الأيام الأولى، وكانت من أولى المدن التي كسرت حاجز الخوف، واليوم نؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب سدى”.

وأُلقيت خلال الفعالية كلمات، ألقى ممثل محافظة حلب كلمة باسم المؤسسات المدنية، ثم تحدث مدير منطقة الأتارب مؤكدًا أن هذه الذكرى “ليست مناسبة احتفالية فحسب، بل عهد متجدد بأن تبقى الأتارب حرة، متماسكة، عصية على الانكسار”.

كما ألقى أحد قادة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) كلمة حيا فيها أرواح الشهداء، واستذكر دور متطوعي المدينة الذين سقطوا أثناء إنقاذ الجرحى خلال المعارك والغارات.

بدأت الفعالية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، أعقبتها كلمات رسمية وشعبية، ثم فقرة إنشادية حملت أهازيج الثورة الأولى.

من الذاكرة إلى المستقبل

يقول محمود أبو شحود لمنصة سوريا 24: “تحرير الأتارب لم يكن نقطة نهاية، بل بداية طريق نحو سوريا جديدة، ننتقل فيها من معاول الهدم التي أسقطت النظام إلى معاول الإعمار التي تبني الوطن”.

ويضيف: “نحتفل اليوم بذكرى النصر، لكننا نغرس بذور أمل نحو الحرية، والدولة التي تليق بتضحيات الشهداء”.

تُعد مدينة الأتارب واحدة من أوائل مدن ريف حلب الغربي التي انتفضت في وجه النظام السوري، حيث لم تتأخر في إعلان انحيازها لمطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة. فمنذ نيسان/أبريل 2011، خرج أبناء الأتارب في مظاهرات حاشدة دعمًا لدرعا، المدينة التي فجّرت شرارة الثورة، ورفعوا شعارات الوحدة ونصرة المظلومين. ومع تصاعد الحراك السلمي وتحول المواجهة إلى صراع مسلح، لعبت الأتارب دورًا مركزيًا في دعم فصائل المقاومة، حتى تمكنت من تحرير المدينة بالكامل في 2 تموز 2012، بعد معارك خاضها ثوارها بالتنسيق مع بلدات مجاورة مثل عنّدان، تفتناز، وريف إدلب الغربي. ورغم مرور ثلاثة عشر عامًا على هذا التحرير، لا تزال الأتارب تُجسّد رمزًا حيًا للصمود والانتماء العميق للثورة السورية، وذاكرة الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن أرضها وقرارها الحر.

مقالات ذات صلة