شمة السالم: امرأة من ريف الرقة تكسر القيود وتبني النجاح بالمثابرة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

لا تتجسد قصة شمة السالم في نجاحٍ شخصي فحسب، بل في تحوّل اجتماعي حقيقي تقوده امرأة من ريف مدينة الرقة، كسرت القيود وتحدّت الأعراف، وأعادت تعريف دور المرأة في مجتمعها. في قرية تشرين، حيث ما زالت التقاليد تلقي بظلالها الثقيلة على حياة النساء، اختارت شمة، الثلاثينية ووالدة خمسة أطفال، ألّا تكون الاستثناء الصامت، بل الصوت الفاعل الذي يمهّد الطريق للتغيير.

انطلقت شمة بخطوة جريئة عبر تأسيس مطعم صغير في قريتها، متحدّية النظرة النمطية لعمل المرأة، خصوصًا في مجال يُعد جديدًا وغير مألوف في بيئة محافظة. وبرغم التحديات المادية والضغوط الاجتماعية، أثبتت أن الشغف والعمل الجاد قادران على صناعة النجاح.

تقول شمة السالم في حديثها لـ “سوريا 24”: “لم يكن الطريق سهلاً، لكنه كان يستحق كل لحظة. أردت أن أُظهر لأطفالي ولنساء قريتي أن الطموح لا يُقيد، وأن لكل امرأة الحق في أن تحلم وتسعى.”

نجاح المطعم لم يأتِ صدفة، بل كان نتيجة مثابرة مستمرة وتركيز على جودة الطعام والخدمة، ما جعله محط أنظار أهالي القرية والزوار على حد سواء.

يعلّق موسى الخلف، أحد سكان قرية تشرين ويبلغ من العمر 55 عامًا، لـ “سوريا 24”:

“شمة مثال يُحتذى. لقد غيّرت نظرتنا لدور المرأة، وأثبتت أنها قادرة على النجاح في أي مجال تختاره.”

بدورها، تؤكد مريم الأحمد، صديقتها المقرّبة: “إن مشاهدتها تعمل بجد إلى جانب زوجها، وتواصل حلمها رغم التحديات، يمنحنا جميعًا دافعًا للاستمرار وعدم الاستسلام.”

وتضيف ميساء العلي، ناشطة في قضايا المرأة: “مطعم شمة لا يقدّم الطعام فقط، بل يقدّم رسالة قوية عن قدرة المرأة على قيادة التغيير الاقتصادي والاجتماعي من داخل المجتمع نفسه.”

اليوم، لا تكتفي شمة بما حققته، بل تطمح إلى توسيع مشروعها ليشمل خدمات أكثر ويوفر فرص عمل للنساء من حولها، مساهمةً بذلك في تمكين نساء القرية اقتصاديًا، وفي بناء نموذج تنموي محلي تقوده نساء بمبادرات فردية.

وتوضح رؤيتها المستقبلية لـ “سوريا 24”: “أحلم أن يكبر هذا المشروع ليكون منصة لنساء كثيرات مثلي، نساعد بعضنا ونخلق بيئة تشجّع الطموح والإبداع.”

قصة شمة السالم ليست مجرد سيرة نجاح في وجه التحديات، بل دعوة مفتوحة لكل امرأة تقف على عتبة القرار، بأن التغيير ممكن، وأن الإيمان بالنفس والعمل بإخلاص يمكن أن يشقّا الطريق حتى في أقسى الظروف.

مقالات ذات صلة