أكد المهندس أنور برهوم، مدبر دائرة الحراج في الغاب، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن منطقة سهل الغاب شهدت أكثر من 11 حريقا منذ بداية عام 2025.
وفي السياق، شهدت مناطق متفرقة من سهل الغاب بريف حماة الغربي خلال الساعات الماضية اندلاع ثلاث حرائق حراجية جديدة، طالت مواقع مختلفة من الغطاء النباتي والمساحات العشبية، ما أدى إلى حالة من التوتر بين صفوف المواطنين القاطنين بالقرب من مواقع الحوادث.
حرائق متفرقة وسط التحديات
وأفاد مراسل منصة سوريا ٢٤ أن الحرائق بدأت في ثلاثة مواقع رئيسية هي:
* حريق قرية فورو
* حريق منطقة شطحة
* حريق نبع الطيب
وبفضل جهود مشتركة بين فرق الدفاع المدني السوري وفوج إطفاء الغاب، بالإضافة إلى تعاون أبناء المجتمع المحلي، تمكنت الفرق من السيطرة على جميع الحرائق وإخمادها قبل أن تتمكن من التمدد إلى المناطق المجاورة، وخاصة في موقع نبع الطيب، حيث كانت النيران تهدد الأراضي الزراعية والمباني السكنية القريبة.
ومع دخول الليل، عادت النيران للظهور مرة أخرى في موقع نبع الطيب نتيجة تجدد بؤر حريق خفية لم تُكتشف أثناء عمليات التبريد، وسط تسارع كبير في الرياح ساعد في انتشار اللهب بسرعة، ونشوء بؤر جديدة في مناطق قريبة من الموقع الأصلي.
وقد أدى هذا التجدد إلى اقتراب النيران من منازل المدنيين، مما استدعى تدخلا سريعا من فرق الإطفاء المتواجدة في المكان، والتي حظيت بمؤازرة إضافية من وحدات إطفاء قادمة من محافظة حماة لدعم جهود السيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى أماكن أكثر خطورة.
ليست الأولى من نوعها
وذكر المهندس أنور برهوم، مدبر دائرة الحراج في الغاب، أن هذه ليست الحوادث الأولى من نوعها، إذ سجلت المنطقة منذ بداية العام الحالي 11 حريقا حرجيا وعشبيا، توزعت على مختلف مناطق سهل الغاب، بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 600 دونم.
وأوضح برهوم في حديث لمنصة سوريا ٢٤ أن الحريقين الرئيسيين اللذين تم رصدهما اليوم الجمعة، هما في منطقتي فورو ونبع الطيب، مضيفا أن المساحة المحروقة حتى الآن في الحريق الأخير بلغت نحو 50 دونما، وأن الحريق كان يطال بشكل أساسي النباتات العشبية الجافة وأدغال الشوك، وهي مواد قابلة للاشتعال بسهولة، مما زاد من صعوبة التعامل مع النيران.
وأشار إلى أن الرياح القوية التي كانت سائدة في المنطقة كانت من أهم العوامل التي ساهمت في اتساع رقعة الحريق، ونشوء بؤر ثانوية بعيدا عن مركز الحريق الأساسي، مما استدعى توزيع الفرق على عدة محاور للتعامل مع النيران من كل الجهات.
فرق الإطفاء جاهزة ومستعدة
وأكد أن فرق الإطفاء لا تزال منتشرة في المواقع المتأثرة، وتقوم بعمليات مراقبة مستمرة وتفقد أي بؤر محتملة قد تعاود الاشتعال، كما تقوم بعمليات تبريد شاملة حول محيط المناطق المحروقة لضمان عدم تجدد الحرائق.
ولفت برهوم إلى أن معظم الحرائق التي تشهدها المنطقة تكون ناتجة عن إهمال أو تصرفات غير مدروسة من بعض الأشخاص، مثل:
* إشعال النار في الأعشاب الجافة لأغراض التنظيف أو الرعي.
* رمي الأعقاب المشتعلة في المناطق الحراجية.
* أو حتى بسبب ماس كهربائي في خطوط الكهرباء العابرة للأحراش.
ودعا المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، والتواصل الفوري مع الجهات المعنية في حال رصد أي بؤرة حريق أولية، مؤكدا أهمية دور الوعي المجتمعي في الحفاظ على الثروة الحراجية والزراعية في منطقة سهل الغاب، التي تعد من أغنى المناطق السورية من حيث التنوع البيئي والغطاء النباتي.