من مدينة قامشلي، تبرز أحلام عبد القهار خالد كوجه يجمع بين التعليم والإبداع؛ فهي ليست فقط مُدرّسة لغة إنكليزية في معهد فلوينسي للغات، بل أيضًا فنانة متميزة في عالم الحِرف اليدوية، وتحديدًا في حياكة الدمى (الأميجرومي).
تحمل أحلام شهادة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق، وتوازن بين مهنتها الأكاديمية وشغفها بالحياكة والرسم. بدأت رحلتها مع فن الأميجرومي منذ نحو خمس سنوات، حيث كانت التجربة الأولى بدافع الفضول والحب العميق للكروشيه، لتتحول لاحقًا إلى مصدر راحة نفسية وإبداع يومي.
ورغم أن البداية لم تكن سهلة، حيث تعلّمت كل شيء بنفسها دون الاستعانة بأي دورات تدريبية، فإن إصرارها وشغفها دفعاها إلى التميز. ومع الوقت، أصبحت تصنع دُمى بتفاصيل دقيقة، بعضها يُجسّد شخصيات حقيقية وأخرى كرتونية، حسب رغبات الزبائن من مختلف الأعمار.
توضح أحلام أن كل دمية تحتاج إلى أسبوع كامل من العمل المكثف، وذلك بسبب التفاصيل الدقيقة التي تتطلب وقتًا وجهدًا لتخرج بشكل متقن وجميل. وتضيف: “أكثر ما يسعدني هو رؤية فرحة الناس عند استلامهم القطعة، فهذا بحد ذاته إنجاز كبير بالنسبة إليّ”.
ومع ازدياد الطلب على أعمالها، لم تعد حياكة الدمى مجرد هواية، بل أصبحت مصدر دخل صغير ومستقر. فمدينة قامشلي لا تضم العديد من الفنانين في هذا المجال، مما جعل أعمال أحلام محطّ أنظار المهتمين بالقطع الفريدة والمصنوعة يدويًا.
تحلم أحلام اليوم بافتتاح محل صغير يجمع كل ما يتعلق بالكروشيه، وتأمل أن يكون نقطة انطلاق لمشروع أكبر، حيث تخطط لتدريب من يشاركونها الشغف بهذا الفن، ليكون مصدر رزق لهم أيضًا.
بأدوات بسيطة، وخيوط ملوّنة، وقلب مليء بالشغف، تنسج أحلام قصتها بكل هدوء وأناقة، لتكون مثالًا على أن الشغف الحقيقي قادر على أن يتحوّل إلى إنجاز يُشار إليه بالبَنان.