حصل موقع “سوريا 24” على نسخة من تقرير حقوقي جديد صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يوثّق ارتفاع حصيلة الضحايا في محافظة السويداء إلى 321 قتيلاً، بينهم 6 أطفال و9 سيدات، إضافة إلى أكثر من 436 جريحاً، منذ 13 تموز/يوليو الجاري وحتى لحظة إعداد التقرير.
التقرير، الذي استند إلى معلومات أولية تم التحقق منها، أشار إلى أن الضحايا سقطوا نتيجة أعمال عنف متصاعدة شملت عمليات قتل خارج إطار القانون، وقصفاً متبادلاً، وهجمات جوية نفذتها إسرائيل، في ظل حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق في المحافظة.
وتضمنت الحصيلة الأولية ضحايا من المدنيين، بينهم كوادر طبية، إلى جانب مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة ومقاتلين محليين من أبناء السويداء، فضلاً عن عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية.
وأكدت الشبكة أن التقرير لا يشمل عناصر المجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة إذا قضوا في اشتباكات مسلحة مباشرة، باعتبار ذلك لا يُعد انتهاكاً لحقوق الإنسان وفقًا للمعايير القانونية المعتمدة، لكنها في المقابل توثّق مقتل أي شخص بعد القبض عليه باعتباره جريمة قتل خارج نطاق القانون.
ووفقاً للتقرير، فإن الفريق التوثيقي التابع للشبكة لا يزال يعمل على تصنيف الضحايا بحسب صفتهم (مدنيين أو مقاتلين)، وتحديد الجهات المسؤولة عن الانتهاكات، في وقت تُواصل فيه الشبكة التحقق من الحوادث عبر إفادات مباشرة من شهود عيان وأدلة ميدانية.
وفي ظل هذه التطورات المأساوية، أصدرت الشبكة 13 توصية موجهة للحكومة السورية، من أبرزها: الامتناع عن استخدام القوة العشوائية، ضمان وصول المساعدات، حماية المنشآت المدنية، فتح تحقيقات شفافة، وتعزيز الحوار المجتمعي.
وتحذر الشبكة من أن استمرار التصعيد دون تدخل فاعل من المجتمع الدولي سيقوّض فرص الحل السلمي، ويؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الإنساني والأمني في الجنوب السوري، كما دعت إلى تفعيل آليات المحاسبة الدولية لمساءلة جميع الجهات المتورطة في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
ويأتي التقرير في وقت تشهد فيه محافظة السويداء أحداثًا أمنية غير مسبوقة، مع غارات إسرائيلية متكررة وقصف داخلي متبادل، وسط تحذيرات أممية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة تهدد استقرار المنطقة.
